حملت جولة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إلى لبنان فسوريا وصولاً إلى قطر دلالات استراتيجية، دفعت بعض المحللين في الصحف العربية إلى الإضاءة على ملفات أبعد من التصعيد الحاصل في الشرق الأوسط.
إذ أشار الكاتب يوسف بدر، في مقال نشرته صحيفة “النهار” اللبنانية، إلى أن “جولة عبد اللهيان تأتي بينما يتم استئناف مفاوضات اللجنة الثنائية العسكرية العليا بين العراق والولايات المتحدة، بخصوص جدولة انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق، في ظل تصاعد الضربات المتبادلة بين قوات التحالف وفصائل المقاومة العراقية”.
وفي إشارة إلى البعد الاستراتيجي لجولة عبد اللهيان، قال بدر: “الفشل الأمريكي في أفغانستان والعراق بعد المجيء بحكومات موالية للقوى الغربية، دل على أن إيران لن تتوقف عن طرحها نظاماً أمنياً إقليمياً جديداً، وأن خطوتها نحو المصالحة الإقليمية التي بدأت باستعادة العلاقات الدبلوماسية مع السعودية، في آذار 2023، هي في إطار دعم هذه الاستراتيجية، التي أنتجت مشاورات بين الرياض وطهران حول غزة، وكان آخرها رسالة العاهل السعودي التي حملها سفير الرياض في طهران، عبد الله بن سعود العنزي، إلى الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، والتي حملت أيضاً تهنئة سعودية لإيران في الذكرى الخامسة والأربعين لانتصار ثورتها! مع تأكيد السفير السعودي أن بلاده تنظر للعلاقات مع طهران بنظرة استراتيجية وليست تكتيكية!”.
فيما لفتت صحيفة “الأخبار” اللبنانية إلى أن “جولة عبد اللهيان تزامنت مع تحركات إقليمية عدة، منها مفاوضات هدنة حول غزة جارية بين القاهرة والدوحة، وكذلك مع تصعيد إسرائيلي في الضفة الغربية وتهديد بعملية عسكرية تجاه رفح”.
واهتمت “الأخبار” بالتصريحات التي شددت على ضرورة خروج القوات الأمريكية من سوريا، لافتة إلى أن “تأكيد الإيراني ضرورة خروج القوات الأمريكية من سوريا، يأتي في سياق السياسة السورية – الإيرانية – الروسية المشتركة الرافضة للوجود الأمريكي، كما يتزامن مع الحديث المتصاعد حول دراسة واشنطن إمكانية سحب جنودها من سوريا والعراق، على خلفية الخسائر البشرية والمادية في صفوفهم، والناجمة عن تصاعد هجمات المقاومة ضد القواعد الأمريكية في كلا البلدين”.
بدورها، أضاءت صحيفة “الشرق الأوسط” على الأحداث التي تزامنت مع وصول عبد اللهيان إلى دمشق، مشيرة إلى أن “قبل يوم من وصول وزير الخارجية الإيراني، قادماً من بيروت، ضمن جولة في المنطقة، قصفت إسرائيل بالقنابل مطار الديماس، غرب دمشق، ليل السبت الماضي، واستهدفت البنية التحتية العسكرية السورية”، مضيفة أن “تلك الضربات تزامنت مع هجوم آخر على منزل في مزرعة قريبة من قرى الأسد، تم تدميره بالكامل”.
يشار إلى أن وزير الخارجية الإيراني جدد خلال زيارته إلى سوريا ولبنان التشديد على مفاهيم عدة، وكان أبرزها عدم رغبة بلاده بتوسّع الحرب، واستمرار عمل المستشارين الإيرانيين في سوريا، ووصف الوجود الأمريكي في سوريا بأنه “مزعزع للأمن والاستقرار” في المنطقة، إلى جانب الحديث عن جهود حركات المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.