استهداف أنصار الله اليمنيين لمنشأتي النفط التابعتين لشركة أرامكو في السعودية، يعتبر حدث سيطول الحديث عنه، لما له من تأثيرات وارتدادات كبيرة على سوق النفط العالمية وكذلك الأمر بالنسبة لسعر الدولار، إضافة إلى الرسائل التي وجهها أنصار الله بتوجيههم ضربة إلى العمق السعودي وتهديد أمنه.
وأكدت صحيفة “الفاينانشال تايمز” أن هذه الضربة أظهرت نقاط الضعف في سوق النفط العالمي، حيث نشرت:
“الهجوم يهدد الثقة في إمدادات النفط السعودية، والهجوم على منشأتي النفط في السعودية كشف نقاط الضعف في سوق النفط العالمي، وهز ثقة العالم في السعودية كأكبر منتج يعتمد عليه في العالم للنفط.. والسؤال المباشر الآن هو كم من الوقت ستحتاجه السعودية للعودة إلى قدرتها الكاملة على إنتاج النفط، وما إذا كان بإمكانها حتى ذلك الحين أن تضغط على بنيتها الحالية لتعويض الإنتاجية المفقودة حتى يتم إصلاح الخسائر في المنشآت المتضررة، والقضية الأهم بالنسبة للمتعاملين في أسواق النفط وللاقتصاد العالمي بصورة عامة هي تحطم صورة السعودية كالدولة التي لا تتأثر ولا تهتز ولا يختل إنتاجها للنفط”.
وجاء في “الشرق الأوسط” السعودية:
“قالت الرياض إنها ستقوم بتعويض جزء من الكميات التي توقفت جراء الهجوم على معملي النفط لعملائها من خلال المخزونات، لكن الأكيد أن هذا الدور لن يستمر إلى ما لا نهاية، فتكرار هذه الهجمات لا بدَّ أنه سيؤثر على المخزونات النفطية السعودية، والأمر ينذر بكارثة اقتصادية”.
وورد في “الأخبار” اللبنانية:
“أهمية الضربة ستتضح في الأيام المقبلة، حين سيظهر عجز الطرفين الأميركي والسعودي وضيق الخيارات أمامهما، فالأول لا يريد افتضاح كذبة الحماية، وفي الوقت نفسه يخشى ارتفاع أسعار البترول، والثاني، بفضل عناده وارتهانه لواشنطن، بدأ ينتقل من التخبط في المستنقع إلى الغرق فيه، وفي هذا الوقت، وفي هذا الوقت يستشعر العالم إمكانية ارتفاع الأسعار ودفع الجميع الثمن”.
أنصار الله شنوا هذه الضربة، بعدما أحصوا آلاف الخسائر البشرية والمادية في بلدهم بسبب الغارات التي يشنها “التحالف العربي” بقيادة السعودية وبدعم أمريكي وأوروبي، ما دفعهم إلى اتخاذ خطوة يلفتون بها أنظار العالم بعيداً عن الصور الحزينة والمؤثرة، التي كانوا يحاولون خلالها ملامسة العواطف من خلال الكوارث الإنسانية لكن دون جدوى، فلجأوا إلى ملامسة المصالح العالمية بالقوة، الأمر الذي لاقى ضجة عالمية كبيرة من المستبعد أن تنتهي خلال فترة وجيزة.