حاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فرض نفسه بقوة في الشرق الأوسط بالرغم من جميع الاضطرابات التي تواجه بلاده، وذلك بحسب ما ذكر العديد من المحللين في الصحف ووسائل الإعلام المختلفة، ويبدو أن قضية القدس كانت الفرصة الأكبر له ليعيد من خلالها تسليط الضوء على تركيا في العالم، بعدما تخلت عنها أمريكا في سوريا وبعد ازدياد أعداءها في العالم وسوريا على الخصوص، وبعد ظهور “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومين من أمريكا، والآن بعد جميع المحاولات التركية لإعادة فرض نفسها، ناقش المحللون والمراقبون في وسائل الإعلام العربية والغربية ما حققته تركيا من جديد في الشرق الأوسط.
فصحيفة “فزغلياد” الروسية ناقشت ما استفادته تركيا من علاقاتها مع روسيا بشكل خاص، حيث نشرت مقال بعنوان “الصلح مع روسيا لم ينقذ الاقتصاد التركي جاء فيه”:
“تحتاج الليرة التركية إلى دعم دولي، حتى يقوم أحد ما ببيع الدولار، ويشتري السلع التركية بالليرة، بل ويحتفظ بجزء من ماله بالليرة، الموجة الثانية من الأزمة العالمية (2014-2016) أظهرت أن تركيا اقتصاد صغير وغير مستقر، وبحاجة إلى البحث عن دعم خارجي، ولهذا السبب، اضطر أردوغان للتصالح مع روسيا والسعي بنشاط إلى إقامة علاقات دافئة مع الصين”.
أما موقع “الوقت” التحليلي فقال:
“تشهد العلاقات بين تركيا الطامحة لتعزيز نفوذها في المنطقة وبين أمريكا وحلفائها لاسيّما السعودية والكيان الإسرائيلي الذين يسعون بكل ما لديهم من أجل تفتيت المنطقة توتر كبير، ويتوقع المراقبون أن يتصاعد هذا التوتر خصوصاً بسبب خشية تركيا من تواصل الدعم الأمريكي – السعودي لأكراد سوريا، وسعي الرياض لتوظيف الأزمات لخدمة واشنطن وحليفاتها لكسب ودّهم مقابل دعمهم لنظام آل سعود للبقاء مدة أطول في السلطة”.
وتحت عنوان “أردوغان والقدس: الطريق لا يمر من عفرين” نشرت صحيفة “الحياة” مقالها الذي جاء فيه:
“سعي أردوغان الدائم إلى كسب النفوذ المتعاظم للتيار الإسلامي الشعبوي القومي في تركيا، فمن يريد البقاء في السلطة عليه أن يكون ملهماً لهذا التيار في الشارع وساحات المدن وإسماعه خطباً رنانة، ويبدو أن الخطاب الناري عن القدس وفلسطين أسهل طريقة للبقاء في قلب أصحاب هذا التيار بخاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية التركية”.