أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأحد عن أمله بلقاء الرئيس بشار الأسد، وذلك للمرة الثالثة خلال أسبوع واحد، وذلك وسط وجود تساؤلات عدة حول إمكانية إنجاز عملية التقارب السوري- التركي والتغلب على العقد والتشابكات الميدانية والسياسية التي تشكلّت بعد 13 عاماً من الحرب والقطيعة بين الجانبين.
وفي هذا الصدد أشارت صحيفة “الجريدة” الكويتية إلى أنه “بعد ثلاثة أيام من حديثه عن احتمال بدء عهد جديد من التقارب مع دمشق عبر البوابة الروسية، كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنه سيوجه دعوة إلى نظيره السوري بشار الأسد لزيارة أنقرة في أي لحظة، آملاً إعادة العلاقات بين البلدين الجارين إلى ما كانت عليه في الماضي”، موضحة أن “مساعي أردوغان الحثيثة لتحسين العلاقات مع حكومة دمشق تأتي في خضم أزمات متشعبة تواجهها أنقرة، منها قضية عودة اللاجئين، واعتزام القوى الكردية تنظيم انتخابات في 11 الجاري شرق سوريا، وهي عملية ترفضها دمشق، وأعلنت أنقرة أنها ستحبطها”.
من جهتها نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن محللين قولهم: “يعتقد أن تركيا تريد استغلال فترة الانشغال بالانتخابات الأمريكية المرتقبة في تشرين الثاني المقبل، للانتهاء من ملف التهديد الكردي جنوب حدودها بالاتفاق مع موسكو ودمشق، لتوجسها تجاه واشنطن التي تحافظ على دعمها لوحدات حماية الشعب الكردية وإقامة كيان كردي عند حدودها الجنوبية”.
فيما لفتت “الإندبندنت عربي” إلى أن طريق أردوغان، نحو دمشق لن تكون سهلة، مشيرة إلى الواقع الميداني المعقد الذي خلفته الحرب، موضحة أن “الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يعيش في ورطة الحفاظ على مجريات التفاهمات الإقليمية في شأن التقارب مع دمشق، والإمساك بالشمال السوري بوصفه ورقة تفاوض، والتوفيق مع مشروع دعمه للمعارضة كدرع بشرية وحماية الحدود من هجمات حزب العمال الكردستاني وقوات حماية الشعب الكردية، وقوات سوريا الديمقراطية التي تصنفها أنقرة مع الأحزاب الموالية لها بالإرهابية”.
أما على الصعيد السياسي، لفتت الصحيفة إلى أنه “في المقابل يرى مراقبون أن المصلحة التركية اليوم تتجه إلى إعادة رسم خريطة جديدة لسياستها الخارجية، ولا بد معها من أن تعيد العلاقة مع سوريا، فهذا سيمهد إلى فتح الطريق الواصل إلى الأردن ومن ثم دول الخليج العربي، علاوة على إعادة اللاجئين إلى البلاد، والقبول بسحب قواتها بعد الأعباء المالية الكبيرة التي تكبدتها في الشمال السوري مع حضور 10 آلاف مقاتل تركي، ومشاريع تنمية مكلفة وسط أزمات اقتصادية تعصف بالليرة التركية”.
يشار إلى أن أولى تصريحات أردوغان كانت بتاريخ 28 حزيران الفائت، إذ قال: “سنعمل معاً لتطوير العلاقات مع سوريا، تماماً كما فعلنا في الماضي، وسبق أن التقينا في الماضي مع السيد الأسد، حتى على المستوى العائلي، ولا يوجد شيء يقول إنَّ ذلك لا يمكن أن يحدث غداً” وفي 5 تموز الجاري أكد في حديث للصحافيين بالطائرة أثناء عودته من كازاخستان التي زارها للمشاركة في قمة شنغهاي، والتقى على هامشها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، “وقوف تركيا إلى جانب سوريا التي تتعاضد على أساس عقد اجتماعي جديد عادل وشامل”، مضيفاً أنه قد يرسل مع نظيره الروسي دعوة إلى الرئيس بشار الأسد، مشيراً إلى أنه “إذا تمكن السيد بوتين من زيارة تركيا فمن شأن ذلك أن يكون بداية لمسار جديد”، كما نقلت وكالة “الأناضول” عن أردوغان قوله يوم أمس الأحد: “نأمل أن نعيد العلاقات التركية-السورية إلى ما كانت عليه في الماضي”، مشيراً إلى أنه سيوجه دعوة للرئيس الأسد في أي لحظة.