بينما يطمح لاعب الوسط المهاري بأن يقود منتخب بلاده إلى كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، يأمل أسامة أومري بأن يخوض نهائيات العرس العالمي مع المنتخب السوري بعد عامين في قطر التي يلعب فيها مع نادي الخريطيات.
ويبدو إصرار أومري ورفاقه في المنتخب السوري واضحاً على تكرار المسيرة المميزة التي قدّمها نسور قاسيون في تصفيات كأس العالم 2018 في روسيا بعد التأهل إلى المباراة الفاصلة في التصفيات الآسيوية والتي خسرها المنتخب السوري في الوقت الإضافي أمام المنتخب الأسترالي.
فبعد التعادل الإيجابي في مباراة الذهاب بماليزيا، بدا أن المنتخب السوري في طريقه لتحقيق المستحيل بعدما سجّل عمر السومة هدف التقدم لأبناء المدرب أيمن الحكيم ولكن هدفين من النجم الأسطوري للمنتخب الأسترالي تيم كاهيل قضى على الحلم السوري بمواصلة المشوار نحو روسيا 2018 بعد الفوز بنتيجة 3-2 في مجموع المباراتين.
وتذكّر أسامة أومري في مقابلة نشرها الموقع الالكتروني للاتحاد الدولي لكرة القدم أحداث تلك المباراة قائلاً: “كان الفريق يعاني من نقص كبير وقد لعبنا مباراتين خلال عشرة أيام بالإضافة إلى السفر الطويل حيث لعبنا المباراة الأولى في ماليزيا قبل الذهاب لمباراة الإياب في سيدني”.
وأضاف: “كان المدرب أيمن الحكيم يعوّل على 11 لاعباً فقط وهو ما أثّر علينا بشكل كبير إلى جانب النقص العددي بعد البطاقة الحمراء (طُرد محمود المواس في الدقيقة الرابعة من الشوط الإضافي الأول)”.
وقال اللاعب الذي سجّل أربعة أهداف في تصفيات روسيا 2018: “لقد قدّمنا مباراة مميزة ورائعة جداً وتعلّمنا منها الكثير وأتمنى أن ننجح في التأهل إلى كأس العالم 2022 في قطر”.
مع انطلاق التصفيات المؤهلة إلى قطر ٢٠٢٢، نجح المنتخب السوري في تحقيق خمسة انتصارات متتالية تصدّر على إثرها المجموعة الأولى في الدور الثاني من التصفيات الآسيوية والتي تضم أيضاً منتخبات الصين والفلبين والمالديف وغوام.
وقد كشف أومري عن سر الانتصارات التي حقّقها المنتخب حتى الآن في التصفيات قائلاً: “خرج المنتخب من الدور الأول من كأس آسيا 2019 وقد اتفقنا أنا وزملائي أن نبدأ مشوارنا من جديد وأن نغيّر الصورة الذي ظهرنا فيها، والحمد لله نجحنا في ذلك بتحقيق النقاط الكاملة والصدارة”.
وأضاف متحدثاً عن خصوم منتخب بلاده في المجموعة قائلاً: “بالتأكيد تضم المجموعة عدة منتخبات وأبرزها الصين المنافس الأول لنا على الصدارة، طموح اللاعبين والجهاز الفني والقائمين على الكرة السورية هو التواجد في كأس العالم في قطر ونحن عازمون على هذا الأمر”.
وحملت مواجهة الصين في تشرين الثاني الماضي أهمية كبيرة بالنسبة لكل من المنتخب السوري ولأومري تحديداً، ففي كأس آسيا 2019، وقبل خمس دقائق على نهاية الشوط الأول من مواجهة سورية الأولى في البطولة أمام فلسطين، تعرّض أومري لقطع في الرباط الصليبي للركبة اليمنى ما أجبره على الغياب لفترة طويلة عن المنتخب.
ومع تعافيه من الإصابة وعودته إلى المنتخب في تشرين الأول الماضي، بدا إصرار اللاعب ذو التاسعة والعشرين من العمر واضحاً في مواجهة الصين على ملعب آل مكتوم في مدينة دبي الإماراتية، بعدما ارتقى عالياً لكرة عرضية من محمود المواس وسجّل برأسه هدف التقدم في الدقيقة 19 وقاد منتخب بلاده للفوز بنتيجة 2-1 في المباراة.
وبدا أومري سعيداً بالحديث عن هذا الهدف والفوز على منتخب الصين حيث قال: “قدّمنا مباراة رائعة أمام الصين لأننا كنا نعرف بأن الفوز عليهم سيُبعدنا عنهم سبع نقاط في الترتيب وقد تمت المهمة بنجاح بعد تنفيذ تكتيك المدرب فجر إبراهيم وإصرار إخوتي اللاعبين”.
وأضاف: “سعدت كثيراً بتسجيلي هدف التقدم في مباراة الصين وقد كان هذا الهدف مهماً جداً بعدما تعافيت من إصابتي في الرباط الصليبي، لقد كان تحدياً كبيراً بالنسبة لي من أجل العودة بقوة والحمد لله نجحت في تحقيق هذا الهدف بالعزيمة والإصرار”.
لا شك بأن العزيمة والإصرار التي أظهرها أسامة أومري وزملاؤه في المنتخب السوري ستكون عاملاً مهماً لتحقيق حلم نسور قاسيون في المشاركة بالعرس العالمي للمرة الأولى بتاريخهم بعد عامين.