خاص|| أثر برس عشية انتهاء الموسم السياحي وتقلّب الأحوال الجوية في الساحل السوري، لا يزال هناك إقبال على المنشآت السياحية من باب “توديعة الصيف” من جهة، وللاستفادة من عروض التخفيض التي بدأت المنشآت تعلن عنها لاستقطاب الزبائن من جهة أخرى.
“موسم سياحي جيد”، تعبير اتفق عليه معظم أصحاب المنشآت السياحية بتدرّج “نجماتها”، مستندين في وصفهم إلى مقارنة الموسم الحالي بالمواسم السابقة، إذ قال صاحب منشأة سياحية من سوية (5 نجوم) في اللاذقية لـ”أثر”: في أوقات كثيرة كانت تصل لدينا نسبة الإشغالات إلى 100% كفترة الأعياد والعطل الرسمية والعطلة الأسبوعية، فيما انخفضت نسبة الإشغالات قليلاً خلال بقية الأيام، لكن بشكل عام كان الإقبال جيداً وشهدت المحافظة حركة نشطة خلال الصيف.
ورغم بدء العام الدراسي إلا أنه لا يزال هناك إقبال على الحجوزات خاصة خلال أيام الخميس والجمعة والسبت، مشيراً إلى أن هناك أشخاص يتقصّدون التأخر في التوجّه للمنشآت السياحية حتى آخر الموسم ليستفيدوا من العروض والتنعّم بالإجازة بعيداً عن “زحمة الموسم السياحي” خاصة خلال شهري تموز وآب.
فيما أشار صاحب منشأة سياحية أخرى إلى وجود إقبال من سياح عرب ومغتربين، مشيراً إلى جاهزية الطاقم لاستقبال الزوار على أكمل وجه باعتبار أنها كانت بطاقة الدخول لموسم سياحي منافس، واستقطاب السيّاح ليكونوا رواد دائمين.
إلى طرطوس، لا تزال المنشآت السياحية تشهد إقبالاً جيداً رغم بدء العام الدراسي وتقلب الأحوال الجوية، إذ أكد صاحب منشأة سياحية في طرطوس لـ”أثر” أن نسبة الحجوزات لديه تتراوح بين 70- 80% خلال نهاية الأسبوع، فيما تتراجع خلال بقية الأيام، مبيناً أن عروض الحسم التي تصل إلى 20% على تكلفة الإقامة ليوم واحد تحفّز الكثير لقضاء إجازة سريعة والتنعّم بآخر أيام الصيف.
أسعار 5 نجوم:
وفي جولة على عدد من الفنادق في اللاذقية وطرطوس، تراوحت تكلفة الليلة الواحدة في فنادق خمس نجوم بين 1.7-3 مليون ل.س، بحسب أيام الحجز فيما إذا كان خلال العطلة الرسمية (الجمعة والسبت) أم خلال بقية أيام الأسبوع، وبحسب سعة الغرفة فيما إذا كانت غرفة تتسع لشخصين أو “سويت” بحري أو داخلي عادي أو ديلوكس يتسع لأربعة أو خمسة أشخاص، كما تتراوح التكلفة حسب الإطلالة إذا كانت جانبية أو بحرية، كما تتضمن وجبة الفطور والمسبح.
بينما تتراوح تكلفة الليلة الواحدة في فنادق 4 نجوم بين 1.5- 2.5 مليون ل.س، وتكلفة الليلة بفنادق 3 نجوم بين 1.2- 2 مليون ل.س، وتكلفة الليلة في فندق نجمتين يخضع لبرنامج تقنين كهربائي بين 325- 375 ألف ل.س.
كما تراوحت تكلفة الليلة الواحدة في الشاليهات بين 500- 1.2 مليون ل.س، بحسب بعدها عن البحر (نسق أول أو ثاني) وتجهيزات الشاليه، والكهرباء فيما إذا كان الشاليه يخضع لبرنامج التقنين الكهربائي أو مزوّد بطاقة شمسية.
السياحة الشعبية أوفر:
“الأسعار لاتزال فلكية ولا تتناسب مع ذوي الدخل المحدود”، عبارة طويلة محمّلة بالتهكم بادرت إليها “منى” لتشرح فيها واقع حال السياحة في منشآت “النجوم”، مضيفة: لا نستطيع التنعم بيومين إجازة على البحر في بداية الموسم ولافي نهايته، فالأسعار نار كاوية.
“لا سياحة شعبية ولا بخمس نجوم ولا حتى بربع نجمة نستطيع أن نتوجه إلى البحر لا في بداية الصيف ولا في نهايته، وما يدخره رب العائلة إن أفلح في ذلك، فهو مخصص لمستلزمات بدء العام الدراسي وإعداد مونة الشتاء”، شرح بسيط لخص فيه ماهر “موظف ورب عائلة” واقع الحال، مضيفاً: صحيح أننا نسكن في اللاذقية لكننا لا نذهب إلى المنتجعات أو الشاليهات لأن تكلفتها تحتاج إلى ميزانية خاصة.
واستدرك: لا يمر الصيف من دون أن اصطحب أولادي إلى البحر، حيث أخصص لهم يوم واحد في الشهر اصطحبهم فيه إلى مسبح الشعب المخصص للسياحة الشعبية، حيث يسبحون ويمرحون ثم نعود إلى المنزل بأقل الخسائر المادية.
موسم سياحي جيد:
بدوره، قال مدير سياحة اللاذقية فادي نظام لـ”أثر” إن الموسم السياحي مستمر لغاية منتصف تشرين الأول القادم، وأن الإقبال لا يزال جيداً بالرغم من تراجعه قليلاً بسبب بدء العام الدراسي، حي تتراوح نسبة الإشغال في منتجعات اللاذقية بين 50-80%، مؤكداً أن الحجوزات تتركز على أيام الخميس، الجمعة، السبت.
ووصف نظام الموسم السياحي الحالي بالجيد مقارنة بالموسم الماضي، خاصة في ظل تزايد القدوم من دول عربية مجاورة، والمغتربين الذين جاؤوا لقضاء عطلة الصيف مع ذويهم.
وأكد نظام أنه تم تشديد الرقابة على منشآت الإقامة والإطعام للتقيّد بلوائح بدل الأسعار والتأكيد على السلامة الصحية خاصة فيما يتعلق باللحوم وبطاقة المواصفة وطريقة حفظها ومصدرها، بالإضافة لعوامل السلامة المهنية من مطافئ الحريق والنظافة داخل المطبخ والإعلان عن الأسعار بمكان ظاهر ضمن مدخل المنشأة وخلف “الكاشيير”.
بدوره، أكد مصدر في مديرية سياحة طرطوس لـ”أثر” أن نسبة الإشغالات في الفنادق جيدة، والاقبال أفضل من الموسم السياحي الماضي، مشيراً إلى أن الحجوزات توزعت بين أبناء المحافظات الداخلية ومغتربين وزوار عرب.