تزامناً مع انتشار عمالة الأطفال نتيجة لتسرب الطلاب من المدارس، أكد مصدر مسؤول في محافظة دمشق، أن تشغيل الأطفال دون الـ15 عاماً أمر مخالف على الإطلاق.
ووفقاً لصحيفة “الوطن” المحلية، فإن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ضبطت 550 مخالفة متعلقة بمخالفات العمل، 20% منهم متعلق بعمالة الأطفال على صعيد تشغيل من هم دون الـ15 عاماً أو عدم التقيد بساعات العمل لمن أعمارهم فوق الـ15 عاماً، علماً أن غرامة هذه المخالفات هي 50 ألف ليرة عن كل حدث، وهناك دراسة لتعديل القانون رقم 17 على أن تتم زيادة الغرامات الصادرة بحق المخالفين.
وحول ما يشاع عن فرض عقوبة الإغلاق لمدة شهر كامل مع تغريم المخالف بمبلغ مليون ليرة، أكد مصدر في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أن هذا الأمر غير وارد ضمن قانون العمل رقم 17، بحسب “الوطن”.
من جانبها، أوضحت مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل دالين فهد أن عدداً من الأهالي راضون عن تشغيل أطفالهم نتيجة الظروف المعيشية، لافتة إلى أن هناك قسماً من طلاب المدارس يعملون بعد انتهاء دوامهم في المدارس لتوفير مستلزمات أسرهم.
وأكدت فهد أن المديرية تجري جولات مستمرة على مختلف الفعاليات للتدقيق في عمالة الأطفال، علماً أن هناك تعاميم وقرارات ناظمة من الوزارة بهذا الخصوص، ولاسيما أن هناك زيادة واضحة بنسبة عمالة الأطفال في سنوات الأزمة، وهناك مخاوف من المهن الخطرة التي تؤثر سلباً في الأطفال من الناحيتين الجسدية والنفسية، مؤكدة تنظيم الضبوط اللازمة بحق المخالفين، وخاصة من يعملون في مجال “نبش القمامة”.
ولفتت فهد إلى أن مديرية النظافة وبمؤازرة قسم شرطة المحافظة تستمر بحملات قمع حالات نبش حاويات القمامة في المدينة ومصادرة الأدوات واتخاذ الإجراءات القانونية بحق من يقوم بأعمال النبش.
كما، نقلت “الوطن” عن مدير الشركة العامة للنقل الداخلي في دمشق موريس حداد قوله: “يُمنع تشغيل الأطفال في أي عمل متعلق بالنقل الداخلي، وهذا الموضوع خط أحمر”، مؤكداً التشدد على باصات النقل العام التقيد بالتعليمات الصادرة، وهناك عقوبات تتخذ بحق السائقين، علماً أنه تم ضبط إحدى الحالات في أحد الباصات، حيث يعمل بجانب السائق شخص غير مخول له العمل.
وأضاف: “جاهزون لتلقي أي شكاوى حتى على باصات النقل الخاص، وستتم متابعة ومراقبة الأمر، ولاسيما أنه بموجب العقود الموقعة مع الشركات الخاصة هناك ضوابط ومحاذير وتعليمات وغرامات نافذة بحق أي مخالفة، ومن الضروري تدقيق هذا الموضوع وعدم تكراره، مع استمرار التشدد بإغلاق الأبواب في جميع الباصات عند سير الباص داخل أحياء العاصمة لتلافي أي مخاطر تنجم عن تركه مفتوحاً”.
يذكر أن هناك آلاف الأطفال يعملون في مهن عدة بدءاً من أعمال البناء (نقل رمل- حمل بلوك….) الصعبة إلى ورشات للخياطة وصيانة السيارات وغسلها إلى جانب غيرها من المهن التي تتطلب جهداً عضلياً يزيد على طاقاتهم وقدراتهم الجسدي، مع الإشارة إلى أن هناك تقارير من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بينت أن 90% من الأطفال في سوريا يستحقون الدعم بعد 12 سنة من الحرب.