خاص ||أثر برس بينّ المهندس فتوح جمعة مدير اتحاد النحالين العرب-أمانة سورية، بأن التعاون مع برنامج الأغذية العالمي قد أفضى للوصول إلى 2735 أسرة في سبع محافظات (ريف دمشق – درعا – السويداء – حمص – حماه – طرطوس – اللاذقية) لتنفيذ مشروع الزعتر الخليلي كمشروع تنموي صغير مدر للدخل.
وأوضح جمعة في حديثه لـ “أثر برس” بأن المساحة الزراعية التي دعمها المشروع للأسرة الواحدة هي بمعدل 500 متر مربع مع توفير كامل مدخلات المشروع من شتول وشبكة ري وأسمدة وغيرها.
وأشار إلى أن المشروع يهدف إلى دعم الأمن الغذائي للأسر معدومة الأمن الغذائي والمجموعات الهشة، ومساعدة الأسر على الاعتماد على نفسها في تغطية جزء من الاحتياج الغذائي والتخلي تدريجياً عن المساعدات الغذائية، والمساهمة في تنمية المجتمع الريفي الذي عانى من الحرب وإعادة إنماء العجلة الاقتصادية، بالإضافة إلى المساهمة في تحقيق استقرار الأسر الريفية في أماكن سكنها من خلال ربطها بمشاريع تنموية حقيقية، وتحقيق دخل للأسر المستهدفة يساعدها على متطلبات الحياة من تعليم للأولاد وتامين احتياجات الأسرة من لباس وطبابة.
وأضاف جمعة: “كما أن المشروع يساهم في تأمين مرعى آمن للنحل بغرض تنشيط وإنماء نشاطات زراعية أخرى، وتخفيف الضغط عن غاباتنا (من خلال تخفيف قص وحش النباتات الطبية بشكل جائر وتحويلها لنبات مستزرع ضمن مناطق معينه) وهو هدف أساسي في المساهمة للحفاظ على التنوع البيئي الذي تتميز به بيئتنا المحلية.”
وكشف جمعة بأن اتحاد النحالين العرب تعهد بتسويق الكميات المنتجة لدى المستفيدين من خلال تعريف المستفيدين بقنوات تسويقية مختلفة يتم من خلالها تسويق المحصول أخضراً أو مجففاً، والذي ترافق طبعاً مع اختلاف بالتكلفة التسويقية، حيث يمكن البيع بأرض المزرعة وقد اتبع هذه الطريقة 48% من المستفيدين، بينما فضل 35% من المستفيدين تسويقه لتاجر الجملة، وقام 17% من المستفيدين ببيع المحصول مباشرة للمستهلك.
ويعد نبات الزعتر الخليلي (الأوريغانيوم السوري) من النباتات الطبية الهامة، كونه من النباتات ذات الاستخدام الواسع بين الناس وذلك لفوائده الطبية العديدة فهو نبات مضادات للأكسدة، حيث تعتبر أوراق النبات من أهم مضادات الأورام السرطانية.
ويساعد زيت الزعتر في علاج التهابات الشعب التنفسية، كما يفيد في الحد من أعراض مرض الربو، وفي التخلص من البلغم المصاحب لهذه الأمراض، ويفيد الزعتر الخليلي في تنظيم عملية الهضم وطرد الغازات المعدية، ويحتوي المجموع الخضري على بعض الفيتامينات الهامة مثل A,B, C الضرورية لصحة وسلامة الجسم بالإضافة لبعض المعادن كالحديد والكالسيوم.
بالإضافة إلى أن استخدام زيت الزعتر يفيد في تحسين الذاكرة وتنظيم إفراز الهرمونات، يستعمل الزيت العطري في صناعة مستحضرات التجميل لمعالجة الروماتيزم والتشنج.
ونتيجة الفوائد الهامة للزعتر الخليلي فقد أصبحت زراعته وتسويقه ذات جدوى اقتصادية، حيث أن هناك فرصة واعدة لخلق سوق تصديرية للنبات.
ولا ينسى بأن النبات ينتشر برياً ضمن الجغرافيا السورية على امتدادها وبالتالي فهو متأقلم مع بيئات متعددة وما يرافق ذلك من تنوع الترب، وهذا الأمر أتاح إمكانية زراعة النبات في جميع محافظات سورية مع تحقيق عائد اقتصادي.
وقد تمت التوعية بضرورة زراعة النباتات الطبية ولاسيما منها نبات الزعتر الخليلي على زراعتها ضمن الحيازات الصغيرة والهامشية والتي لا تصلح لزراعة المحاصيل الاستراتيجية والرئيسية.
حيث أنه ونظراً لكون النبات معمر فهو يتيح الحصول على أكثر من (حشة) محصول خلال الموسم الواحد (2-4 حشات) الأمر الذي يعوض عن صغر الحيازة المزروعة ولأن النبات معمر فإن كلفة إنتاجه متدنية ولذلك فإن زراعة النبات تعد من الزراعات الأسرية الواعدة.
علي سليمان – دمشق