خاص|| أثر برس مع ارتفاع درجات الحرارة وخاصةً في شهري تموز وآب تبدأ ظاهرة انتشار الأواني المسطحة على أسطح المنازل التي تحوي عصير البندورة الطازج؛ إلا أن ربات المنازل هذا العام لم يتمكنّ من القيام بنشر أواني عصير البندورة فلا مكان لها بحسب ما ذكرت أم أنور (ربة منزل) التي تقطن في ركن الدين وذلك بسبب وجود الواح الطاقة الشمسية.
تقول أم أنور لـ “أثر”: “ألواح الطاقة الشمسية تملأ الأسطح؛ وهذا العام سنضطر لشراء رب البندورة جاهزة فلا مكان للأواني إلا في حال قررنا الذهاب إلى أحد أقاربنا في الريف لنتشارك بصناعتها”.
أما نورا (معلمة) ذكرت لـ “أثر” أن والدتها تواظب في موسم البندورة لتموين وتخزين الدبس منه؛ إلا أن وجود ألواح الطاقة الشمسية أدى لحرمان عدد كبير من السيدات للاستمتاع بصناعته”، مضيفة: “لكن ربّ ضارة نافعة، فوجود ألواح الطاقة هذا العام جعل عدد من السيدات في الريف والقرى يتجهن نحو مهن تقليدية يحاولن عبرها تأمين لقمة عيشهنّ في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهنها، حيث باتت تعمل العديد من السيدات على صنع رب البندورة (الطماطم) الذي يباع كمنتج يدوي الصنع، ويعد أفضل جودة من الذي تنتجه المصانع، كما تفضله العائلات بشكل أكبر”.
بدورها، منتهى التي تعمل بمهنة عصر البندورة أوضحت لـ “أثر” أن معظم السيدات يوصينها بصنع رب البندورة حيث تبيع الكيلو كما ذكرت بـ 15 ألف، وتشرح: “سعر الكيلو طازجاً (قبل العصر) 5000 ليرة وكل كيلو دبس بندورة يحتاج إلى 10-13 كيلو بندورة طازجة بحسب ما يوجد فيها من عصير إضافة لكلفة صناعتها وكلفة الغاز المنزلي فهي تحتاج إلى تفوير ونقع بالملح الصخري حتى تذبل”.
وأضافت منتهى: “يعتبر دبس البندورة من المواد الغذائية التي لا غنى عنها في قائمة المونة الشتوية لدى السيدات لدخوله العديد من المأكولات؛ حيث أن الطريقة اليدوية هي المفضلة أكثر وتعطي النكهة المطلوبة، ويعتبر تقليداً سنوياً تشتهر بصناعته نساء درعا ويتزامن مع نزول البندورة الحورانية ذات الطعم المميز إلى الأسواق بكثافة والسعر المنخفض وهو ما يسمح للعائلات بتصنيع احتياجاتها للعام كله”.
من جانبها، تشير جمانة إلى أن بعض النساء وجدن في تصنيع دبس البندورة فرصة للربح من خلال بيعه، لافتة إلى أنها واحدة من النساء التي تحاول مساعدة أسرتها بتأمين جزء من تكاليف المعيشة من خلال عملها في تصنيع المؤونة بشكل عام.
دينا عبد