أثر برس

أمريكا لن تنسحب من سوريا قريباً لكنها ستجلب قوات جديدة وهذه أهدافها

by Athr Press Z

صعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لهجته الأخيرة مع دول الخليج مؤكداً على ضرورة تقديم الدعم المالي لهم وإرسال قواتهم إلى سوريا، كما أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أنه على قطر أن تدفع الأموال في سوريا، فيما حذرت روسيا قطر من دخول سوريا عسكرياً، وفي الوقت ذاته أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أن القوات الأمريكية لن تنسحب قريباً من سوريا، وهي لا تزال تمارس نشاطاتها على الضفة الشرقية لنهر الفرات، فما الذي يدفع ترامب إلى مطالبة الدول العربية بدخول سوريا؟

السؤال الذي حاولت الصحف العربية والأجنبية الإجابة عليه.   

فاعتبرت صحيفة “أوراسيا ديلي” الروسية أن أمريكا تسعى إلى جمع جميع الأطراف في سوريا، لتشكل معسكراً يخدم مصالحها، فورد فيها:

“تتمثل النتيجة الوسطية لاستقطابات المنطقة في عسكرة مكثفة لجميع المشاركين الرئيسيين بالمواجهة في الشرق الأوسط، والمستفيد الأول من النفخ في هذه المواجهة في الشرق الأوسط هو المجمع الصناعي العسكري الأمريكي والرئيس دونالد ترامب، الذي يضغط بشدة لمصلحة هذا المجمع”.

فيما رأت صحيفة “الوطن” السورية، أن قرارت ترامب بشأن سوريا تعود إلى حالة “التخبط” التي يعيشها هو وإدارته، فقالت:

“ثمة تساؤلات عدة تطرح نفسها بإلحاح في هذه الآونة حول ما تهدف إليه الولايات المتحدة الأميركية من خلال طروحاتها التي تبدو على الدوام غير منطقية وغير متزنة ومحكومة في الوقت ذاته بالتناقض والتباين والتأرجح والتذبذب، ما يدعو إلى الاعتقاد بأن المؤسسات الأميركية الحاكمة فعلاً والممسكة بالقرار الأميركي والمُخَطِّطة والمُوَجِّهَة لوضع قراراتها موضع التنفيذ، تذهب باتجاه خلط الأوراق في كل قضية دولية تُقحم نفسها فيها، أملاً في تحقيق أهداف تخدم مصالح الطبقة المهيمنة عسكرياً واستخبارياً ومالياً واستثمارياً في المجتمع الأميركي”.

أما “الأهرام” المصرية فطرحت الأهداف التي تسعى أمريكا إلى تحقيقها من وجودها في سوريا، متسائلة هل ستقبل الدول العربية أن تكون أدوات تحقيق هذه الأهداف:

“الوجود العسكري الأمريكي فى سوريا يخدم وظائف محددة أبرزها: الحفاظ على ديمومة الصراع فى سوريا، والحفاظ على جيوب تنظيم داعش فى مناطق سوريا خاصة فى محافظة دير الزور لاستخدامها، وقت الضرورة، كمبرر لإبقاء الوجود العسكرى الأمريكى فى سوريا تحت غطاء الحرص على منع أى ظهور جديد لداعش،، والتحالف مع المعارضة الكردية لفرض كيان كردي مستقل فى شمال سوريا يؤسس لخيار تقسيم سوريا، جنباً إلى جنب مع العمل على المحافظة على أمن ومصالح إسرائيل، فهل تقبل الدول العربية المدعوة للمشاركة فى هذه القوات القيام بهذه الوظائف وبإملاءات وشروط أمريكية وتحت إشراف أمريكي؟ وهل تستطيع القيام بذلك إن أرادت؟ ولخدمة أى مصالح عربية؟”.

نستخلص من الصحف السابقة أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تخرج من سوريا على الأقل في المرحلة الحالية، لكنها وبالرغم من ذلك تسعى لحشد قوات عربية وغربية شمالي البلاد حصراً لما لهذه المنطقة من أهمية جيوسياسية لعدة أطراف إقليمية، كما أن ترامب يشدد على مطلبه في ظل الرفض الروسي له، في ذات الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين روسيا ودول الخليج تطوراً لافتاً لا سيما في المجال العسكري.

اقرأ أيضاً