أثر برس

أمريكا والأردن تشعلان فتيل الحرب من جديد

by Athr Press R

 

رضا زيدان

تسعى عرّابة الشرق الأوسط أمريكا لإمساك الحدود السورية – العراقية شمالاً وذلك بملاقاتها من الجنوب عند نقطة التنف، بحيث يعوّض الإمساك بالحدود بين سوريا والعراق، الفشل الأميركي بالسيطرة على سوريا والعراق، فالتواصل السوري العراقي الجغرافي بحسب محللين يتيح مد أنابيب النفط والغاز والتبادل التجاري، ويؤمن خط إمداد مفتوح لسوريا وحلفائها، ولاحقاً يفتح طريق البحر المتوسط أمام الصين، ومَن يمسك بالحدود بين سوريا والعراق يتحكّم بمستقبل المعادلات الاقتصادية والعسكرية في الشرق الأوسط، بل في آسيا.

موسكو تشارك حلفائها نظرتهم ومخاوفهم، وتؤكد أنها ستبلغ واشنطن بما لا يقبل التأويل أن العملية المفترضة تغيير للجغرافيا السياسية والعسكرية، والهدف المعلن لا يبرّرها، لأن القوات السورية بدعم روسي مستعدّ وقد بدأ بالتقدم لإقفال خط الحدود السورية – العراقية.

يوم أمس أبلغ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واشنطن أن المنطقة الجنوبية من أولويات روسيا وكذلك الحدود السورية – العراقية، وحرص لافروف على التأكيد أنَّ من مصلحة “الشركاء” الأميركيين دعم مشروع “مناطق تخفيف التوتر”، مخصصاً أن لها “مصلحة كبرى في منطقة التهدئة الجنوبية الواقعة إلى جانب (حلفائها) الأردن وإسرائيل.. وهي أبدت اهتمامها بتلك المنطقة تحديداً”.

كما حشدت القوات  السورية عناصرها على الحدود الأردنية لاسيما في مدينتي السويداء ودرعا.

ومن منطلق الحفاظ على أمن واستقرار الأردن كما تقول الحكومة الأردنية، تجري الآن على الحدود بين الأردن وسوريا تحركات أميركية وبريطانية وأردنية وصفت بالضخمة، تواجدت كتائب دبابات بريطانية ثقيلة من نوع تشالنجر مع 2300 مقاتلاً وعدد من الطائرات المروحية من طرازي كوبرا وبلاك هوك، وتقول مصادر مطلعة أن قرابة 4000 مقاتل ممن دربوا في الأردن موجودون في منطقة التنف داخل الحدود السورية.

دلالة تواجد هذه التحركات تخطت احتمال اقتصار التدخل الأردني على ما هو لوجستي واستخباراتي في سوريا، لذلك المحلل السياسي جميل عمار يؤكد أن دخول الأردن مرهون بالضوء الأخضر الأمريكي مع وحدات سعودية وأمريكية لعمل حزام أمني أو منطقة محظورة تمنع إمكانية تسلل عناصر “داعش” إلى الأردن.

ربما الخطوة الأمريكية الأردنية ستكون الوقود الذي سيشعل فتيل الحرب السورية من جديد ويقوي الفصائل المعارضة بالإضافة إلى أن تنظيم “داعش” سيفعل فعلته في الأراضي السورية.

اقرأ أيضاً