خاص|| أثر برس تتصدّر الأمطار المبكرة التي شهدها الساحل خلال اليومين الأخيرين أحاديث العامة الذين يتداولون تكهنات وتحليلات شخصية حول قدوم فصل الخريف باكراً هذا العام، والتنبؤ بشتاء سيكون قاسياً، مستندين في تكهناتهم إلى الرياح الخفيفة والأمطار المتفرقة خلال الأيام القليلة الأخيرة.
أستاذ علم المناخ في جامعة تشرين الدكتور رياض قره فلاح وصف ما يتم تداوله بأنه كلام ليس له أي معنى و”هرطقة” يتم تداولها من دون أي معرفة، مبيناً أن بدايات الفصول ونهاياتها تتغير كل عشرات آلاف السنين، وأن ما يجري حالياً يرتبط بمتوسطات درجات الحرارة وحركة ومدار الأرض الثابتة حول الشمس، وليس بالأمطار بشكل مباشر.
وأضاف قره فلاح في حديث لـ”أثر”: “يصنف شهر آب على أنه ماطر حيث تهطل فيه 2% من أمطار السنة، وعليه فإن هطول الأمطار فيه أمراً طبيعياً وليس مستغرباً، بسبب تأثير حركة المنخفض الموسمي الهندي التي تعبر من الهند إلى باكستان ثم إيران وتركيا إلى قبرص ومن ثم سوريا بعد أن تكون مرت عبر المياه الواقعة بين قبرص وسوريا، حيث تترطب الرياح بهذه الحركة وترتفع احتمالية حدوث أمطار في شهر آب الذي يعد ذروة نشاط المنخفض الموسمي الهندي”.
وعن علاقة ارتفاع درجة حرارة مياه البحر بالأمطار الحالية، أكد قره فلاح أنه سيكون لارتفاع درجة حرارة مياه البحر تأثير في وقت لاحق، مدللاً بأن سخونة المياه تؤدي إلى زيادة التبخر حيث يحدث ارتفاع أكثر للهواء وتكاثف أكبر ما يؤدي إلى هطول الأمطار بسبب الغيوم التي تتشكّل نتيجة زيادة التبخر.
وأوضح قره فلاح أن هذه الأمطار عارضة وطبيعية تحصل نتيجة تبخر وتكاثف صباحي، وليست ناجمة عن تأثير منخفضات، لافتاً إلى أن المنخفضات لا تتغير ببساطة ولها وقت للحدوث شبه ثابت بسبب علاقتها بمستوى الضغوط حول العالم، والتي لا تتغير في لحظة إذ إن حركة الأرض حول الشمس تحتاج آلاف السنين لتتغير ويتغير معها بدايات ونهايات الفصول، مشيراً إلى أن الضغط الموسمي الهندي سيبقى مسيطراً حتى نهاية تشرين الأول القادم، والذي لا يتراجع وحده وإنما متعلق بحركة الكواكب حول الشمس.
وأكد قره فلاح أنه بعد أيام قليلة ستعود درجات الحرارة للارتفاع من دون أي تطرفات حرارية، خاصة مع دخول سعد اللهاب كآخر مراحل الحر، حيث سيكون الجو حاراً طبيعياً خاصة أننا لا زلنا في فصل الصيف لغاية 23 أيلول.
وأضاف: لا معنى لخريف أو شتاء مبكر فالأمر متعلق بدرجة الحرارة وليس حدوث الأمطار، فدرجة الحرارة هي العنصر المسيطر، وأي هطول مطري فهو أمر عارض خاصة أننا منطقة بحرية وأي رياح قادمة من مكان ما، ممكن أن تحدث تبريد وأمطار خفيفة.
صفاء علي