أم عمرو، المرأة المسنة والتي تبلغ من العمر 74عاماً، ليست حالة غريبة كامرأة عاملة في العاصمة السورية “دمشق”، إنما واحدة من العشرات من مثيلاتها اللواتي يعملن إلى جانب دورهن الأساسي في تربية الأطفال وتدبير الشؤون المنزلية.
حيث تعمل المرأة الريفية في المجتمع السوري منذ القدم، فهي شريكة الرجل بالعمل في الحقل وتربية الحيوان وبعض الأعمال اليدوية، إلى جانب مهامها في المنزل.
أكثر من 20عاماً ولم تكل هذه المرأة في التردد إلى الأسواق والمحلات وبعض المنازل في دمشق لبيع ماتحمل في جعبتها من الحليب ومشتقاته.
تروي خديجة “أم عمرو” رحلتها في عملها “أتوجه من قرية تل حفير الواقعة بالقرب من دمشق إلى المدينة ذاتها لبيع الحليب والجبن واللبن المصفى، وأتقاضى مقابل بيع الكيلو غرام من الحليب 350 ليرة سورية، وأقسم بأنه لا يكفي شيئاً من النفقات الكبيرة المتطلبة مني”.
لم تسلم هذه المرأة من الحرب الدائرة منذ 7 أعوام، وإنما اقتسمت حصتها مع كل المفجوعين والثكالى الذين أخدت منهم الحرب كل غال ونفيس.
بعيون امتزج بها الحزن والتفاؤل بالمستقبل، تقول “لدي 3 فتيات وشاب وحيد قتل خلال الحرب كان معيلني وسندي بعد وفاة والده قبل 31 عاماً”.
تكمل الأم المفجوعة “رحل ولدي الوحيد وترك خلفه 4 أطفال يتامى لا معيل لهم سوى الله وعملي الذي أقوم به هم أطفال صغار بعضهم في المدارس وهم غير قادرين على العمل أو جلب المال من أجل العيش ضمن هذه الظروف الصعبة جدا”ً.
وتنهي حديثها بقوة السنوات والظروف التي مرت عليها “لن استسلم للقدر الذي أخد ابني وشرد عائلتي سأعمل حتى آخر ذرة قوة أملكها على أمل أن تعود البلاد إلى ما كانت عليه من أمان واستقرار وأن أتمم واجبي تجاه أحفادي”.