خاص || أثر سبورت
تعاني معظم الأندية السورية من قلة مواردها المالية لعدم وجود استثمارات لديها وإن وجدت فهناك من يتقاسمها معها، ودائماً هناك مشاكل ما بين الأندية وجهات أخرى لها حقوق في عقارات الأندية.
نادي أهلي حلب على سبيل المثال ما زالت قضيته المعروفة بالفراغات الخمسة في القضاء منذ عام 2008 ومؤخراً ربح النادي حق النقض والاستئناف فتم تحويل القضية للمحكمة الإدارية للبت فيها واتخاذ القرار بشأنها، ونتمنى ألا تطول في المحكمة الإدارية كما طالت قبل ذلك في المحاكم الأخرى.
وأيضاً عانى نادي المجد ما عاناه من المستثمر ووصل الأمر لقيام المستثمر بضرب كوادر النادي والأمر في القضاء أيضاً.
ويعاني أيضاً ناديا تشرين وحطين من ضعف المردود المادي لعدم وجود استثمارات تكفي حاجتهما السنوية من مصاريف، فمدخولهما من الاستثمارات لا يسمن ولا يغني من جوع ولولا الشركات الراعية وبعض المحبين لكان استمرار الناديين في المشاركة بالنشاطات شبه معدوم.
ورغم امتلاكهما لمنشآت واستثمارات، إلا أن ما يدخل خزينتهما منها لا يكاد يكفي للصرف على لعبة واحدة من ألعابهما، لأن الأرض المقامة عليها منشآت الناديين تعود ملكيتها لعدة جهات ومنها الأوقاف التي يكون لها حصة من هذه الاستثمارات.
ولم ينته الأمر بين الأندية والأوقاف عند هذا الأمر، بل وصل للقضاء حيث أوضح المكتب القانوني لمديرية أوقاف اللاذقية لـ “أثر برس” بأنهم رفعوا دعوى لفسخ عقد الاستثمار مع مستثمر الأرض المقامة عليها مدينة الملاهي في نادي تشرين، كونه لم يجدد العقد مع الأوقاف ولم يقم بدفع ما يترتب عليه من أموال هي حصتها، بالإضافة لدعوى مماثلة على نادي حطين الذي قام بمخالفة المواصفات على أرض زراعية عائدة للأوقاف وأشاد عليها صالة أفراح وموبيليا وغيرها، وأنها أي مديرية الأوقاف، حريصة على عدم التفريط بحقوقها كما هي حريصة بذات الوقت على استمرار الحياة الرياضية بالناديين خلافاً لما يشاع عن أنها طالبت بإخلاء مقريهما.
محامي اللجنة التنفيذية يرد:
محامي اللجنة التنفيذية في اللاذقية أكثم محمد وهو الموكل بالقضية عن ناديي تشرين وحطين قال لـ “أثر برس” إنه يحق للناديين التصرف والاستثمار بالأراضي أو المنشآت المستأجرة من الأوقاف التي تتجدد تلقائياً كونها طويلة الأمد كما يحق للأوقاف الحصول على نسبة من الاستثمارات حسب الاتفاق وفي حال التأخر بدفع حصتها تستطيع الحصول عليها بالطرق القانونية سواء من الأندية أو المستثمر.
وأكد المحامي محمد أن جميع العقود المبرمة بين الطرفين هي نظامية وموقعة ومسجلة أصولاً.
عقار فرنسي في نادي تشرين:
والمضحك المبكي الذي يدل على عدم الاهتمام والمتابعة، أنه يوجد حتى الآن ضمن العقارات الموجود عليها نادي تشرين عقار (2400 سهم) كان مقبرة للضباط والجنود الفرنسيين ويعرف بـ (المقبرة الإفرنسية) منذ أيام الاحتلال الفرنسي لسوريا وهو ما زال يتبع لما يسمى حينها حسب الوثائق العقارية وزارة الحربية الفرنسية ولم يتم تسوية وضعه ونقله لأي دائرة حكومية سورية.
عقار فرنسي في نادي تشرين:
المطلوب حلول نهائية:
مشكلة الأراضي والاستثمارات طويلة بين الأوقاف وإدارات الأندية وكل عام أو حين نسمع عن دعاوى ترفعها الأوقاف على الأندية وطالما أن جميع الأراضي حكومية وتنطبق عليها قوانين الإدارة المحلية لماذا لا يتم نقل ملكيتها من الأوقاف للاتحاد الرياضي فنرتاح بالتالي من الدعاوى والمصاريف ويكون للأندية كامل الحرية بالتصرف بمنشآتها كما تراه مناسباً.
وكان المكتب التنفيذي السابق الذي ترأسه اللواء موفق جمعة قد بدأ خطوة مهمة في هذا المجال بالتواصل مع الوزارات المعنية لحل هذه المعضلة قبل رحيله وتعيين المكتب التنفيذي الحالي برئاسة فراس معلا الذي نأمل أن يعود للتواصل مع هذه الوزارات لاستكمال ما بدأه سلفه.
مشكلة ناديي تشرين وحطين تعاني منها أندية عديدة في سوريا وهناك أيضاً ملاعب ملكية أراضيها تتبع لوزارات أخرى ونأمل أن يكون هناك تدخل حكومي لحل هذه المشاكل حتى تكون المؤسسة الرياضية مستقلة تماماً.
محسن عمران