أخذ الطلب اللبناني من سوريا المتعلق بتزويدهم بإسطوانات الأوكسجين ضجة كبيرة في كل من سوريا ولبنان، وكما تجري العادة باستمرار عمد بعض السياسيين في لبنان إلى تسيس هذه التلبية السورية الفورية للطلب اللبناني بحسب توجهاتهم السياسية، في الوقت الذي تعيش فيه دمشق أسوأ ظروف اقتصادية.
حيث جاء في جريدة “الأخبار” اللبنانية:
“على الرغم من كل الحصار التي تتعرّض له سوريا بفعل قانون العقوبات عليها، وفي ظل تآمر جزء من اللبنانيين ضدها ومقاطعتهم لها، أثبتت سوريا أنها المتنفّس الأول للبنان، فرغمَ ما تُعانيه هذه الدولة من أزمة حقيقة في مواجهة وباء كورونا، لم تتأخر في مد يد العون لجارتها التي كادَ الأوكسيجين ينقطِع عنها أمس، مع ذلِك وجِد في لبنان من يفضل موت المرضى على هذه المساعدة…من بين هؤلاء نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون الذي أشار في تصريح تلفزيوني إلى أن هناك مصنعين كبيرين للأوكسيجين في لبنان يُلبّيان الطلب، ولا نقص في هذه المادّة، بما معناه أن الهبة السورية غير ذات نفع، لاحقاً، استدرك الأمر، ليصدر بياناً يوضح فيه أنه تبيّن لنا أن إحدى الشركات المصنّعة والموزّعة للمادة، اتّصلت بوزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، وأبلغته أنّها تواجه مصاعب في إحضارها من مصادرها، طالبةً منه التدخل سريعاً لحلّ المشكلة. وبالفعل تدخّل الوزير حسن، مشكوراً، لدى السلطات السورية التي تعهّدت تأمين وصول المادّة إلى لبنان في الأيام المقبلة ريثما تتم معالجة الموضوع نهائياً”.
ونشرت “العرب” اللندنية:
“تثير هذه الخطوة تساؤلات ونقاط استفهام عدة، لاسيما وأن مسؤولين في لبنان يؤكدون وجود أكسجين كاف، وذكرت أحد المصادر أن كلام الوزير اللبناني ليس إلا محاولة لتبرير دوافع قبول الشحنة من دمشق.. فهناك انقسام حاد في لبنان بشأن العلاقة مع الدولة السورية، بين فريق يدفع باتجاه استئناف كامل للعلاقات وبين فريق يرفض أي ارتباطات مع الحكومة السورية”.
وورد “النهار” اللبنانية:
“فيما وضع البعض الزيارة في الإطار السياسي، أكدت مصادر في وزارة الصحة اللبنانية أنها الزيارة الأولى للوزير حسن إلى سوريا، ولو أنها كانت سياسية لما كان لديه حرج بالإفصاح عن ذلك، وأضافت المصادر: هل كان علينا أن ننتظر موت مرضى كورونا، بعدها نبدأ بالصراخ ولوم وزارة الصحة لماذا لم تتصرف قبل وقوع الكارثة؟، كما أكدت على أهمية أن يكون لدينا مخزون إضافي، مشددة على ضرورة أن يدعم مصرف لبنان استيراد هذه المادة الحيوية”.
من أكثر الأفكار التي حاول بعض السياسيين اللبنانيين الترويج لها للتخفيف من قيمة ما قدمته سوريا، هو أن لبنان لا يعاني أساساً من نقص مادة الأوكسجين، وأن الشعب اللبناني وجد وزير الصحة حمد حسن يحاول معالجة أزمة لم يسمعوا بها أساساً، في حين أن شركة “شهاب” اللبنانية المُنتجة للأوكسجين أكدت أن لبنان يعاني من أزمة نقص أوكسجين وذلك وفقاً لما نشرته وسائل إعلام لبنانية، ما يشير إلى أن المشكلة بالنسبة لهم لا تكمن بالطلب اللبناني وإنما بالجهة التي توجهت لها وزارة الصحة، الأمر الذي يمكن أن نسقطه على كافة الحوادث التي لوحظ فيها عنصرية واضحة من قبل اللبنانيين ضد السوريين.