تدور العديد من التساؤلات حول مستقبل التصعيد في لبنان والشرق الأوسط عموماً بعد عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وتتركز هذه التساؤلات حول الخطوات المقبلة في المعركة الدائرة وقدرات حزب الله العسكرية واحتمالات التهدئة.
وفي هذا السياق يذكّر محرر شؤون الأمن القومي في صحيفة “واشنطن بوست الأمريكية” ماكس بوت، بحادثة اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله السيد عباس الموسوي، عام 1992 إذ قال في مقال نشرته الصحيفة الأمريكية: “إسرائيل ابتهجت باغتيال الموسوي في ذلك الوقت، وتوقع البعض أن حزب الله سيموت بموت قائده، لكن نصر الله، رجل الدين الشاب في ذلك الوقت، أثبت أنه أكثر فاعلية من الموسوي، وحول الحزب إلى أقوى قوة عسكرية غير نظامية في العالم”.
وخلُص بوت في مقاله إلى أن “حزب الله بعيد كل البعد عن الهزيمة، فقبل الغارات الجوية الأخيرة، كان من المقدر أن حزب الله يمتلك ما بين 150 ألفاً إلى 200 ألف صاروخ وقذيفة، وقد نجحت الهجمات الجوية الإسرائيلية في القضاء على بعضها، ولكنها على الأرجح لا تزال تعمل، كما تشير التقديرات إلى أن حزب الله يمتلك ما بين 40 ألفاً إلى 50 ألف مقاتل يتمتعون بدوافع عالية وتدريب جيد”.
الأمر نفسه، أشار إليه مسؤولون “إسرائيليون” نقلت عنهم صحيفة “الشرق الأوسط” إذ جاء في الصحيفة أن “الضربة الجوية التي شنتها إسرائيل عام 1992 وأسفرت عن مقتل عباس الموسوي سلف نصر الله، لم تنجح في القضاء على تهديد حزب الله، كما أن الضربة الجوية التي شنتها إسرائيل، الجمعة، لم تفعل الكثير لتصفية ترسانة الحزب الضخمة، كما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نداف شوشاني للصحافيين: لقد رأينا (حزب الله) ينفذ هجمات ضدنا لمدة عام، ومن الممكن أن نفترض أنه سيواصل تنفيذ هجماته ضدنا”.
من جانبها، أشارت صحيفة “هآرتس” العبرية في مقال ترجمه موقع قناة “بي بي سي” البريطانية إلى أن ما قام به الكيان الإسرائيلي هو عبارة عن “لحظة عابرة” ولن تتحول إلى “انتصار” له إن لم يتمكن من تحقيق أهدافه المتمثلة بإعادة “الرهائن” وتراجع مقاتلي حزب الله.
يشار إلى أن الكيان الإسرائيلي اغتال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في 27 أيلول الجاري عبر غارة جوية استهدفت أبنية سكنية في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.