بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ فجر أمس الأربعاء، بين لبنان والاحتلال، عبّر الإعلام العبري عن حالة من عدم الرضا بما جرى وسط حالة من الاستياء بين المستوطنين خاصة وأن الاحتلال لم يحقق أهدافه في لبنان.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبريةعن الكاتب الإسرائيلي يوآف زيتون قوله: “هناك أزمة ثقة بين الجمهور والمستوى العسكري الإسرائيلي الذي عليه أن ينأى بنفسه عن السياسة ويعارض تعنت المستوى السياسي المتمسك بمقعده رغم الفشل”.
وطالب زيتون رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي بـ “إكمال تحقيقات 7 تشرين الأول /أكتوبر، بحيث تصبح دروسها خطة عمل في الجيش الإسرائيلي”، متابعاً: “في نهاية هذه الخطوة التي ستستمر عدة أسابيع يجب ممارسة تحمل المسؤولية والاستقالة مع الآخرين الذين يتحملون المسؤولية في قيادة الجيش، من قائد لواء مناطقي في فرقة غزة الذي لا يزال في منصبه، إلى قائد القيادة الجنوبية”.
وتابع: “أتوقع أن يُطرد هاليفي في حال عدم العمل بما قلته، بطريقة مهينة من قبل حكومة متفلتة تثبت ذلك أيضاً كل يوم..”.
من جانبه، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق في جيش الاحتلال تمير هايمن أقرّ بأن “الجيش الإسرائيلي” لم يحقّق أياً من أهداف عدوانه على لبنان، مشيراً إلى أن هدف إعادة المستوطنين بسرعة وأمان إلى الشمال لم يتحقّق.
وأضاف: “مقاتلي حزب الله جسّدوا بالقتال الجريء ضدّ الجيش الإسرائيلي مقولة أنه بالميدان وحده تفرض المعادلات”، متابعاً: “لدى إسرائيل مشكلة مخازن ذخيرة بعد سنة من القتال، ومشكلة في قدرة جنود الاحتياط، ومشكلة في الهدف، والجيش لا يختار الهدف، بل حدّده رئيس الحكومة (إعادة السكان بأمان)”، بحسب “الميادين”.
وقال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق في جيش الاحتلال: “إن الإسرائيليين وصفوا الاتفاق مع لبنان باتفاق الاستسلام والخضوع لحزب الله”.
أيضاً، رئيس بلدية مستوطنة “كريات شمونة” عميخاي شتيرن، عبّر عن عدم استعداده “لعودة مستوطنيه (إلى الشمال)”، مضيفاً: “بغض النظر عن كوني رئيس بلدية، فأنا لا أشعر بالأمان لتربية أولادي في كريات شمونة، فالمنازل في القرى اللبنانية هي مواقع متقدمة، وبعد 7 أكتوبر جميعنا عرف ما كان ينتظرنا في جنوب لبنان.
بدوره، رئيس المجلس الإقليمي ميروم هجليل عاميت سوفر، رأى أن اتفاق وقف إطلاق النار “يمنح الهدوء لا الأمن”، قائلاً: “لا أريد من أحد السكن في مكان لا يوجد فيه أمن”.
من جهته، اعتبر رئيس مجلس المطلة دافيد أزولاي أن الحكومة الإسرائيلية أبرمت “اتفاقاً مخجلاً مع حزب الله”، معتبراً أنها تركت مستوطني الشمال لمصيرهم، بحسب قناة “12” اعلبرية.
وأضاف أزولاي: “الجيش الإسرائيلي يقول إنه على الليطاني لكن يجب عدم الحماسة، فالأمر هو عبارة عن 2 كلم قرب المطلة ونحن لم ندخل عشرات الكيلومترات”.
جدير بالذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي دخل حيز التنفيذ فجر أمس الأربعاء، تحديداً عند الساعة 4 بتوقيت بيروت.
ووفقاً لوسائل إعلام لبنانية، فإن اللبنانيين ومع الدقائق الأولى لدخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، بدؤوا بالعودة إلى بلداتهم في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت.