أقدم الكيان الإسرائيلي الخميس الفائت في 29 تشرين الثاني على استهداف مواقع القوات السورية في المنطقة الجنوبية الغربية بالكسوة في ريف دمشق، والدفاعات الجوية السورية تصدت للصواريخ الإسرائيلية فوراً، واللافت في هذه الضربة هو أن الإعلام العبري اعترف مباشرة بأنه هو المسؤول عنها وأن الدفاعات السورية تصدت لها، حيث اعتاد الإعلام العبري سابقاً بنفي مسؤولية “حكومته” عن الضربات التي يشنها، ما يشير إلى أن هناك عدة عوامل أجبرت “الحكومة الإسرائيلية” على السماح “إعلامها” بالاعتراف بالضربة مباشرة.
صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية ذكرت أن الكيان الإسرائيلي كان لديه رسائل يريد إيصالها من خلال هذه الضربة وليست الدولة السورية هي هدفه، فقالت:
“إن الهجوم الجديد يطرح عدة نقاط مركزية أحدها أن إسرائيل لا تخشى المنظومة الدفاعية الروسية “إس- 300″ التي نقتلها موسكو إلى سوريا بعد إسقاط طائرة الاستخبارات الروسية.. وإسرائيل شعرت أن روسيا مشغولة في الحرب التي تخوضها في أوكرانيا فاستغلت التوقيت”.
أما “الأخبار” اللبنانية، فنشرت تحليلاً لسبب هذه الضربة جاء فيه:
“الهجمات دعوة إسرائيلية غير مباشرة إلى إعادة التفاوض مع موسكو، على قاعدة التحاور وإلا، من دون استفزاز روسيا، و في اتجاه آخر، أرادت إسرائيل في الموازاة فحص رد فعل سوريا نفسها.. محاولة البناء على لا شيء قد تفيد مرحلياً ومؤقتاً في طمأنة الجمهور الإسرائيلي، لكنها تبث رسالة ضعف، أو تأكيد لمحدودية الخيارات لدى الجانب الآخر، الذي عاين جيداً ما حصل ومحدودية الاعتداء وفاعليته وفشله”.
ولفتت “رأي اليوم” إلى الطريقة المختلفة التي تعامل بها الإعلام العبري مع الاستهداف الإسرائيلي الأخير لمواقع القوات السورية، حيث نشرت في صفحاتها:
“الإعلان السوريّ الفوريّ عن الهجوم والتصدّي له ألزم إسرائيل على السماح لوسائل الإعلام العبريّة باقتباس بيان الناطق العسكريّ فقط، مع أنّ السياسة الإسرائيليّة المُتبعّة تقضي بعدم تحمّل مسؤولية العملية ومُواصلة سياسة الضبابيّة.. يُستشّف من الردّ الإسرائيلي الإعلامي أن تل أبيب تورطت مرة أخرى مع الروس، ومن غير المستبعد بتاتاً أن تكون العملية قد فشلت فشلاً مدوياً”.
الاستهداف الإسرائيلي الأخير جاء بالرغم من تحذير روسيا لـ”إسرائيل” بعدم استهداف سوريا مجدداً، كما أنه جاء بعدما أصرت روسيا على تزويد دمشق بمنظومة “إس300” والمفاجئة كانت أن منظومة الدفاع الجوي السوري هي من تصدت للهجوم وليست المنظومة الروسية، وهذا ما أكده مصدر عسكري سوري، واللافت أيضاً أن “إسرائيل” اعترفت مباشرة بأنها هي المسؤولة عن هذا العدوان ما يشير إلى أن هناك رسالة أهم من المحافظة على صورتها دولياً تريد إيصالها إلى حد الأطراف المتواجدة في سوريا، أو ربما تكون فقدت صبرها من التطور الذي تشهده سوريا في الفترة الأخيرة وفي القطاعات كافة (الاقتصادية والميدانية والسياسية وغيرها).