على وقع التقدمات التي تحققها القوات السورية وحلفائها في ريف دمشق الجنوبي الغربي في محيط بيت جن، وتمكنها من رصد كامل الطرقات المحيطة بمزرعة بيت جن ومغر المير وتل مغر المير وتل مروان وصولاً إلى تل زعرتا المتاخم للمدخل الشرقي لمزرعة بيت جن، يبدي محللون عسكريون في “الكيان لإسرائيلي” قلقهم من توسيع القوات السورية لعملياتها العسكرية هناك وخصوصاً بعد انتهائها من معارك أكثر حساسية إن كان في حلب أو دير الزور أو غيرها من المناطق على الأرض السورية.
حيث تحدثت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية في مقال كتبه المحلل العسكري “عاموس هرئيل” عن أن القوات السورية تستعد لتوسيع المنطقة الخاضعة لسيطرته في جنوب البلاد بالقرب من الحدود مع “إسرائيل”.
ويقول “هرئيل”: “إنه بمساعدة القوة الجوية الروسية، ومقاتلي حزب الله والحرس الثوري الايراني، يراكم النظام السوري مزيداً من النجاحات”، ويرى أن السيطرة التي حققتها القوات السورية على حلب في كانون الأول/ديسمبر الماضي، وبعدها استرجاع ديرالزور في شرق سوريا من يد تنظيم “داعش”، قد سمحا بالعودة إلى اهتمام القوات السورية بمناطق أُخرى تُعتبر أقل حساسية بالنسبة لها، ويمكن التقدير بأن الخطوة المقبلة قد تكون بالقرب من الكيان الاسرائيلي.
حيث يشير “هرئيل” إلى أنه وبعد عمليات القوات السورية على وسفوح جبل الشيخ وتمكنها من عزل “فصائل المعارضة” هناك، فإنه يمكن للقوات السورية أن تحاول التقدم جنوباً على طول الحدود مع “الكيان” في هضبة الجولان، لطرد الفصائل المعارضة من هناك أيضاً.
وفي المقابل، يقول هرئيل: “إن إسرائيل التي اتخذت في السنوات الأخيرة، موقفاً أكثر تشدداً من النظام السوري، وقدمت في المقابل المساعدة الانسانية لقرى بالقرب من الحدود”، ستضطر إلى إعادة فحص سياستها من جديد، وذلك أيضاً في ضوء وصول مئات الناشطين من “التنظيمات المتشددة” المتماهين مع “القاعدة” و”داعش” إلى المنطقة المذكورة، مما يعطي القوات السورية غطاءً أكثر شرعية للعمل في تلك المناطق.
وفي هذا الشأن، يشير المحلل “الإسرائيلي” إلى مقاربة مختلفة تتبلور مؤخراً لدى المؤسسة الأمنية والمستوى السياسي في الكيان الاسرائيلي، حيث تؤيد جهات إسرائيلية مواصلة تقديم المساعدة الإنسانية للقرى المحيطة بالشريط الحدودي بهدف السيطرة على قرار الفصائل العاملة هناك وسط التخوف من أن تؤدي استعادة سيطرة القوات السورية لمزيد من المناطق إلى مجيء الإيرانيين إلى المنطقة. ومن جهة ثانية، ترى اطراف إسرائيلة أخرى، أن عودة القوات السورية من شأنها أن تؤدي إلى استقرار الحدود وأن تُبعد عنها التنظيمات المتماهية مع “القاعدة” وخصوصاً “داعش”.
في حين تظهر المجريات الميدانية في تلك المنطقة خلال الأشهر الأخيرة، أن السياسة الاسرائيلية هناك ترى هاجس في اقتراب القوات السورية والايرانية إلى تلك المنطقة، فلم يعد يخفى على أحد ماجرى خلال الأشهر الأخيرة في بلدة الحضر ومساندتها “لمجموعات جهادية” خلال هجومها على البلدة في محاولة صريحة لإبعاد القوات السورية من آخر نقاطها في تلك المنطقة، فما هي ردة الفعل الاسرائيلية في حال استعادة القوات السورية وحلفائها السيطرة على كامل الشريط الحدودي مع الجولان المحتل؟
لكن هرئيل يعود ويقول “إنه في جميع الأحوال، من الواضح أن القتال الداخلي المستجد في سوريا بالقرب من الحدود، يفرض على إسرائيل حذراً خاصاً وأيضاً إعادة درس مواقفها”.