يواجه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، فضيحة جديدة بعد الكشف عن خرقه لهاتف مؤسس ومالك شركة أمازورن جيف بيزوس، خصوصاً وأن هذه الحادثة ستعيد فتح ملف مقتل الصحفي السعودي بعد غياب الحديث عنها، وذلك لأن الوقت الذي اختُرق به هاتف بيزوس مالك صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية التي كان يكتب فيها خاشقجي، تزامن مع الإعلان عن اغتيال الأخير، كما تم الكشف عن الكثير من الحقائق التي تُثبت تورط السعودية وابن سلمان على وجه الخصوص باغتيال خاشقجي.
وفي هذا الصدد نشرت “الغارديان” البريطانية:
“الكشف المفاجئ لتورط الملك المستقبلي للسعودية في استهداف الملياردير الأمريكي، ومؤسس أمازون، سوف يثير صدمات متعددة في وول ستريت، إلى وادي السيليكون، وهذا الأمر سيطرح المزيد من الأسئلة الصعبة على السعودية بخصوص كيفية قيام مجلة ناشيونال إنكوايرار بنشر معلومات خاصة وحساسة عن بيزوس بما فيها رسائل نصية من هاتفه النقال بعد 9 أشهر فقط من هذه الواقعة، ويضيف التقرير أن ذلك قد يؤدي أيضاً إلى المزيد من التدقيق بخصوص ما كان يفعله ولي العهد ودائرته المقربة، خلال الأشهر السابقة على اغتيال الصحفي والكاتب السابق في جريدة واشنطن بوست- التي يمتلكها بيزوس- جمال خاشقجي والذي جرى اغتياله في تشرين أول بعد قرصنه هاتف بيزوس بخمسة أشهر”.
أما “القدس العربي” جاء فيها:
“تعيد هذه الحادثة أيضا التصويب على الغطاء السياسيّ الذي يوفره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوليّ العهد السعودي والذي قد يفسّر ربما شعور الحصانة الذي يتصرّف بن سلمان على أساسه، وإذا أضفنا تبادل الدعم السياسي بين الرياض وتل أبيب، ودخول إسرائيل بنيامين نتنياهو إلى هذا الحلف، نكون أكثر قدرة على تفسير منظومة السلوك التي تتحكم بولي العهد ومجموعة المستشارين الحاكمة في المملكة حيث تعبّر علاقات القوّة والسيطرة والوهم عن نفسها على طريقة أبطال الجاسوسية السينمائية ولكنها تنتهي إلى اختلاط وصفات الأكشن بأفلام الرعب والكوميديا”.
ونشرت “ديلي تلغراف” البريطانية في صفحاتها:
“في تلك الظروف التي توحي بروح الثقة ضغط ابن سلمان زر الإرسال ليبعث رسالة لحساب بيزوس في تطبيق واتس آب وكان بها ملف فيديو مصاب بفيروس تجسسي لكن ولي عهد السعودية سيدرك سريعاً أنه التقى نده وهو رجل تعمل امبراطوريته تقريباً في كل منطقة ضمن نطاق هذا الكوكب وهو مستعد لاستخدام ثروته التي تفوق الخيال لمواجهة حتى أكثر الحكام قوة في العالم، (في إشارة إلى دونالد ترامب الرئيس الأمريكي) وبعد نحو عامين من هذه اللحظة أصبحت سمعة ابن سلمان في حالة يرثى لها بفضل قوات بيزوس التي استخدمها ضده وساهمت التغطية العنيدة لجريدة واشنطن بوست التي اشتراها بيزوس عام 2013 في تعرية دور الدولة السعودية في اغتيال جمال خاشقجي وعززت من الأصوات التي توجه الاتهام لابن سلمان بأنه مسؤول شخصياً عن الجريمة”.
الدولة السعودية إلى الآن تنكر هذا الاتهام وفي الوقت ذاته تعلن أنها ستحقق بالأمر، وبالتأكيد سيحدث مثلما حدث في القضايا التي تورط بها ابن سلمان مسبقاً، وهو تلفيق وقائع وأحداث جديدة لتبرئته لينكشف فيما بعد المزيد من الحقائق التي تُثبت بالدليل القاطع تورطه بهذا الخرق، لكن في المحصلة فإن ملفات الفساد السعودية سواء كانت في الداخل أو الخارج يتم الكشف عنها شيئاً فشيئاً، وصورة المملكة في العالم العربي والأجنبي تزداد سوءاً.