تحوم جملة من الاحتمالات حول الخطوات التي يمكن أن تقوم بها تركيا في الشمال السوري، وخصوصاً في محافظة إدلب، وذلك في ظل الحديث عن مصير المحافظة بعد نقض اتفاق إدلب من قبل الجانب التركي نتيجة سيطرة “جبهة النصرة” على معظم مناطق ريف المحافظة.
حيث ورد في مقال نشرته صحيفة “رأي اليوم” اللندنية:
“لا نستبعد أن يقوم الرئيس أردوغان باتّخاذ قرار بالإقدام على ضربة استباقية في إدلب، بشن هجوم للقضاء على النصرة التي باتت تسيطر على أكثر من 90 بالمئة من المدينة، تنفيذاً لتعهّدات سابقة للروس، واتّهام السيد جاويش أوغلو لأمريكا، وللمرّة الأُولى، بدعم هذه النصرة ربّما يكون الغطاء والمُقدّمة لهذه الضربة”.
أما صحيفة “الأخبار” اللبنانية فتحدثت عن مشروع بين “فيلق الشام” الموالي لتركيا في إدلب و”جبهة النصرة” وبتشجيع تركي، إذ نشرت في صفحاتها:
“تقوم أحد المشاريع المطروحة على إيجاد صيغة اندماجية بين النصرة وفيلق الشام الموالي لتركيا، وكانت الفكرة التي طُرحت أول الأمر تنصّ على اندماج الجماعتين اندماجاً عسكرياً، مع احتفاظ كلّ منهما بهيكليته الخاصة، على أن يتولى الكيان العسكري المفترض السيطرة العسكرية على معظم مساحة إدلب، وكامل الريف الغربي لحلب، وأجزاء من ريف حماة، وتقتصر مسؤوليات هذا على ضمان السيطرة على تلك المناطق، والانتشار على خطوط التماس، يحظى هذا المشروع بحماسة تركية”.
وكالعادة الصحافة التركية تتحدث عن مشاريع دولتها في سوريا من خلال حديثها عن الولايات المتحدة الأمريكية، فجاء في “ستار” التركية:
“ترامب يتبع في سوريا حرفياً ما فعله رئيس الوزراء البريطاني لويد جورج في نهاية الحرب العالمية الأولى، سلمت بريطانيا سوريا إلى فرنسا طوعاً.. وبعد مدة لن يكون بإمكاننا التقدم خطوة واحدة، لهذا علينا دخول منبج من المنطقة الواقعة بين جرابلس وعين العرب، ومن ثم الجلوس إلى طاولة المفاوضات”.
مجموعة الضغوط التي تعاني منها تركيا في سوريا، تفرض عليها تقديم الكثير من التنازلات، وذلك لحل قضية إدلب، لتتفرغ إلى مشاريعها الأخرى المتعلقة بالشمال السوري وشرق الفرات التي تبدو أنها باتت أكثر أهمية من إدلب، لذلك فهي تسعى إلى خطط إما تظهرها بمظهر المعادي لـ”النصرة” أو تظهرها بصورة الطرف الحيادي الذي لم يعد له أي علاقة بـ”جبهة النصرة” وبالتالي تتخلص من مأزق اتفاق سوتشي مع روسيا.