خاص || أثر برس دخلت الزراعات الاستوائية، والتي يطلق عليها بعض مزارعي الساحل السوري اسم “الجديدة”، منذ تسعينيات القرن الماضي كزراعات منزلية فردية وبقيت في طور التجريبية حتى عام 2005 بعد نجاح زراعة عدد من الأصناف كـ”المانجو والموز ” مما شجع المزارعين على زراعتها على مساحات أوسع.
وقال الخبير الزراعي محمد عبد الله لـ “أثر”: إن “الزراعات المدارية التي دخلت حديثاً إلى سوريا تعتبر داعمة للزراعات التقليدية والأساسية في الساحل السوري كالحمضيات والزيتون”.
وأضاف عبدالله: “تنتشر الزراعات الاستوائية في محافظتي طرطوس واللاذقية، وقسم كبير من هذه الزراعات دخل طور الإنتاج منذ عام 2010″، مبيناً أن من عوامل نجاح زراعة الموز هو توفر البيئة المناخية من رطوبة عالية ودفء ومياه.
بدوره، المزارع محمد أحمد من ريف جبلة، قال: إن “زراعة أصناف من الفاكهة المدارية والاستوائية كالقشطة، أفوكادو، كيوي، موز، تعتبر من التجارب الرائدة في سوريا”، مضيفاً: “أرى في زراعة الموز مجالاً واسعاً للعمل بعيداً عن الخسائر لأن مردوده المادي مرتفع ويعادل عشرة أضعاف مردود زراعة الحمضيات”.
وتابع أحمد: “في البداية كان اعتمادنا على الحمضيات والخضراوات الموسمية بالإضافة للبيوت البلاستيكية ليكون هناك دورة إنتاج على مدار العام، لكن في السنوات الأخيرة أصبحت أسعار الحمضيات مكلفة الإنتاج وأسعارها رخيصة، فقمت باستبدال أشجار الحمضيات بزراعات أخرى كالكيوي بالإضاقة إلى الموز الذي يعتبر فاكهة مشهورة وذات قيمة غذائية عالية، كما أنه محبب لدى جميع شرائح المجتمع، ويشغل المرتبة الثالثة من الإنتاج العالمي للفواكه بعد العنب والحمضيات”.
وأوضح أحمد أن هناك العديد من المزارعين الذي انتقلوا إلى هذه الزراعة معتمدين على توفر الظروف الجوية الملائمة، مدللاً بأن أحد أقربائه قام بزراعة 400 غرسة ضمن مساحة 5 دونمات، مشيراً إلى أنها دخلت طور الإنتاج منذ 3 سنوات.
ولفت أحمد إلى أن المزارعين نجحوا في زراعته وخاصة النوع البلدي خارج البيوت البلاستيكية التي كانت تتعرض للأضرار من خلال العواصف التي تشهدها المنطقة خلال فصل الشتاء القاسي، وخصوصاً أن البيوت المحمية المخصصة لزراعة الموز عالية يصل ارتفاعها الى 6 أمتار وهذا ما يجعلها عرضة لمهب الرياح، بالإضافة إلى أن تكلفة إنشاء البيوت المحمية عالية جداً فهي مصنعة من الحديد والنايلون.
تجدر الإشارة إلى أن عدد أشجار الموز المزروعة في اللاذقية يقدر بـ 1300 شجرة وتصنف ضمن الزراعات الفردية ضمن الحديقة المنزلية.
باسل يوسف – اللاذقية