لم تتضح الرؤيا بعد حول ما ستؤول إليه الأوضاع في إدلب، وذلك بعد مرور 5 أيام على اللقاء بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، الذي بحث ملف إدلب بشكل أساسي، إلّا أن التحليلات جميعها تشير إلى أن الأمور تتجه نحو عمل عسكري في المحافظة.
وفي هذا الصدد نشر موقع “المونيتور” الأمريكي، مقالاً جاء فيه:
“يحقق بوتين فيما إذا كان الوقت مناسباً لهجوم عسكري سوري على إدلب، وهو الموقف الأخير المحتمل للجماعات الجهادية والمدعومة من تركيا، فطائرات القوات الجوية الروسية تقصف مواقع المسلحين في إدلب ومحيطها، مما يوسع نطاق هجومها ليشمل المناطق التي تحتلها تركيا في منطقة عفرين وبالقرب من تل تمر فيما يسمى بـ” منطقة نبع السلام “التي احتلتها تركيا في آخر حرب لها”.
فيما نشرت صحيفة “الشرق الأوسط“:
“كشفت تقارير عن إجراءات تركيا لإدخال تغيير في طبيعة الفصائل المسلحة التابعة لها في مواقع سيطرتها شمالي سوريا، والتمهيد لعمليات اندماج جديدة بين هذه الفصائل و”هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)”، بهدف تخفيف الضغوط الروسية ونقل بعض المجموعات إلى خانة فصائل المعارضة المعتدلة بعدما كشفت موسكو عن موقف متشدد حتى بعد اللقاء الذي تم الأسبوع الماضي بين الرئيسين رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين في سوتشي لبحث الموقف في إدلب”.
وفي صحيفة “سفوبوديانا بريسا” الروسية جاء:
“يسعى كبار الجنرالات المسؤولين عن العمليات العسكرية التركية في سوريا إلى الاستقالة وسط تصاعد التوترات في إدلب، ما يثير تساؤلات حول سياسة أنقرة في سوريا، والاستقالة الجماعية لكبار الضباط الآن لا ترتبط بمحاولة الاستيلاء على السلطة، فطلبات الاستقالة المفاجئة من جنرالات ذوي خبرة واسعة وسيرة مهنية رائعة مؤهلة لترقيتهم أمر غير مألوف في التقاليد عميقة الجذور للجيش التركي، وخاصة في ذروة المهام الحاسمة.. وبعد عودة أردوغان، لم يتغير الوضع بخصوص الاستقالة الجماعية وهو ما يعني، بشكل غير مباشر، أن الطرفين لم يتفقا والهجوم السوري على إدلب مؤجل في أحسن الأحوال، وكذلك سحق الجيش التركي في سوريا، ويبدو أن هذا صحيح، لأن استقالة الجنرالات والعقداء يمكن تفسيرها كمحاولة لحماية النفس من ملاحقة قضائية على الهزيمة القادمة”.
التطورات السياسية الأخيرة التي تشهدها سوريا، تشير إلى أنه في حال شُن عمل عسكري في إدلب فلن ينتهي دون تحقيق الهدف السوري المتمثل باستعادة أجزاء أو كامل إدلب، الأمر الذي يجعل تركيا أكثر حذراً ويدفعها باتجاه اتخاذ إجراءات لتخفيف الضغوط الروسية عليها ودرء التهم عنها، وذلك بهدف الحفاظ على مكتسباتها في تلك المنطقة وعدم إثارة غضب حلفائها.