خاص || أثر برس استمرت وتيرة التصعيد في ريف حلب الشمالي بالارتفاع، وخاصة من قبل القوات التركية، التي واصلت قصفها بشكل مركز على المناطق الآهلة بالسكان، متسببة بوقوع إصابات بين المدنيين.
آثار مقتل الجنود الأتراك الذين تم استهداف آليتهم يوم أمس الأول قرب قرية “حزوان” بريف الباب، استمرت بالانعكاس المباشر على المشهد في ريف حلب الشمالي، فبعد عمليات القصف المتبادلة بين “الوحدات الكردية” والقوات التركية والتي تمثل أخطرها في استهداف الأحياء السكنية في مدينة عفرين، عادت القوات التركية خلال ساعات ليلة أمس إلى تنفيذ عمليات قصفها العشوائي باتجاه مناطق مختلفة في ريفي حلب الشمالي الغربي والشمالي الشرقي.
ووفق ما نقلته مصادر “أثر” من معلومات، فإن قوات الاحتلال التركي، نفّذت ليلة أمس استهدافات مدفعية مكثفة باتجاه قرية “إحرص” المكتظة بالمدنيين والواقعة ضمن منطقة “الشهباء” بين منطقتي عفرين وإعزاز شمال غرب حلب، ما تسبب بإصابة أربعة مدنيين بجروح متفاوتة الخطورة، استدعت نقلهم إلى النقطة الطبية التابعة للقرية، لتلقي العلاج، كما خلّف القصف التركي أضراراً مادية كبيرة بممتلكات ومنازل الأهالي.
وردّت “الوحدات الكردية” على قصف “إحرص”، عبر استهداف الأجزاء الجنوبية من بلدة “مارع” معقل مسلحي تركيا في شمال حلب، إلى جانب قرية “كلجبرين”، بعدد كبير من القذائف الصاروخية وقذائف الهاون، ما أدى إلى أضرار مادية فقط، دون تسجيل أي إصابات بين المدنيين.
وقبيل حلول منتصف الليلة الماضية، عاد الهدوء الحذر ليسيطر على المشهد العام في ريف حلب، قبل أن تقطع القوات التركية ذلك الهدوء مع حلول فجر اليوم، من خلال معاودتها تنفيذ عمليات القصف، التي انتقلت من شمال غرب حلب إلى جزئه الشمالي الشرقي.
وبيّنت مصادر “أثر” أن القصف التركي على شمال شرق حلب، تركز باتجاه قرى “الهوشرية” و”أم جلود” و”الدندنية” و”الصيادة” و”أم عدسة” الواقعة شمال منطقة منبج الخاضعة لسيطرة “قسد”، إلا أن القصف باتجاه تلك القرى كان بوتيرة خفيفة نسبياً، ولم يسفر سوى عن خسائر مادية محدودة بعدد من المنازل الخالية من السكان، وبالأراضي الزراعية.
ومع انتهاء القصف التركي على قرى شمال منبج، عاد الهدوء خلال ساعات اليوم، ليفرض نفسه على المشهد العام في ريف حلب، وسط توقعات بعودة اشتعال الأحداث وخاصة في ظل التعزيزات العسكرية الكبيرة التي استقدمتها تركيا يوم أمس، سواء على صعيد الجنود والآليات، أو لناحية الدعم اللوجستي لمسلحي الفصائل الموالين لها، ما قد ينذر بتحول التصعيد من القصف البعيد المتبادل، إلى مرحلة المواجهات المباشرة على الأرض.
زاهر طحان – حلب