استهدفت المقاومة العراقية صباح اليوم الأربعاء قاعدة عين الأسد الأمريكية غربي البلاد، مؤكدة أن لديها استراتيجة جديدة تهدف إلى توسيع الهجمات ضد القواعد الأمريكية في سوريا والعراق.
وأكدت المقاومة العراقية أن هذه الاستهدافات التي تطال لقواعد الأمريكية هي رد على الدعم الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن المتحدّث باسم “حركة حقوق” التابعة لـ”كتائب حزب الله” علي فضل الله، قوله: “إن المقاومة الإسلامية لديها استراتيجية جديدة لتوسيع ميدان هجماتها في العراق وسوريا”، مضيفاً أن “العمليات المقبلة ستكون بعيدة المدى وربما ستكون داخل أراضي الاحتلال”.
وفيما يتعلق بموقف الحكومة العراقية من هذه الاستهدافات أشار فضل الله، إلى أن “الحكومة محرجة أمام الإدارة الأمريكية لوقف عمليات المقاومة، لكنّ الفصائل لديها استقلالية في اتخاذ القرار، وفضلاً عن ذلك فإن من ضمن قرارات غرفة العمليات أو تنسيقية المقاومة، استمرار قصف القواعد العسكرية الأميركية وتصعيد الهجمات ضدها”، متابعاً أن “كتائب حزب الله لم تنسَ الشهداء الذين سقطوا في جرف النصر قبل أيام، فلهذا ستكون ضرباتها موجعة”.
بدوره أكد القيادي في فصائل المقاومة العراقية أبو أحمد البيلاوي، أن “قصف القواعد الأمريكية سيبقى مستمراً إلى حين انسحاب الأمريكيين من العراق من جهة، ووقف الحرب في غزة من جهة ثانية”، مشيراً إلى أن “الفصائل لديها الاستعداد والقوة الميدانية لمواجهة الأمريكيين، وهناك تنسيق بين المقاومة ليس فقط العراقية، وإنما في عموم المنطقة، لتوحيد هجماتها ضد العدو الأمريكي والإسرائيلي في المدة الراهنة”.
وتابع أن “المقاومة العراقية قرّرت تحرير العراق عسكرياً وقُضي الأمر في ذلك، وهناك عمليات تخطّط لها الفصائل وقد تكون غير مسبوقة”، مضيفاً أن “المقاومة لا تهادن الأميركيين أبداً، لكنها خفّضت هجماتها احتراماً لقرارات المقاومة الفلسطينية التي لدينا معها تنسيق بشأن تحرير المنطقة من الاحتلال”.
وقبل أيام، أفاد مسؤول في البنتاغون بأنّ القوات الأمريكية وقوات “التحالف الدولي” تعرضت لـ76 هجوماً على الأقل في العراق وسوريا منذ 17 تشرين الأوّل الماضي.
وفي الأول من كانون الأول الجاري أعلنت المقاومة العراقية أنها ستسأنف هجماتها ضد القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، بعدما استأنف العدو الإسرائيلي غاراته على قطاع غزة بعد انتهاء الهدنة.
الأمريكيون يخشون على قوات بلادهم في سوريا والعراق
أعرب عدد من الدبلوماسيين والمحللين الأمريكيين عن مخاوفهم من إبقاء قوات بلادهم في سوريا والعراق، وأكد قبل أيام في هذا الصدد السيناتور الجمهوري، راند بول، أنه سيطلب من مجلس الشيوخ التصويت على مشروع قانون قدّمه في 15 من تشرين الثاني الماضي، يدعو إلى سحب القوات الأمريكية المنتشرة في سوريا، لغياب أي غطاء قانوني لنشر تلك القوات في منطقة صراع، وقال في منصة “X”: “إذا كنا سننشر شبابنا وشاباتنا الذين يرتدون الزيّ العسكري في سوريا للقتال وربما التضحية بحياتهم من أجل قضية مفترضة، ألا ينبغي لنا بصفتنا ممثلين منتخبين لهم على الأقل أن نناقش مزايا إرسالهم إلى هناك؟ هل نؤدي واجبنا الدستوري ونناقش ما إذا كانت المهمة التي نرسلهم إليها قابلة للتحقيق؟”.
بدورها نشرت صحيفة “The American Conservative”مقالاً بعنوان “عارنا الوطني في العراق وسوريا”، أكدت فيه أن “القوات الأمريكية تخاطر بحياتها بلا داعٍ، بسبب الشلل السياسي والافتقار إلى الشجاعة السياسية”، مشددة على أن “هذه القوات موجودة في العراق وسوريا بوصفها جزءاً من عملية قتالية مدمرة للذات”.
كما نشرت صحيفة “نيوزويك” الأمريكية تقريراً أكدت فيه “حان الوقت لتفكر الولايات المتحدة بعمق في تكاليف مكافحة الإرهاب في الخارج والاعتراف بأنها كانت فاشلة، بسبب العنصرية البنيوية، لقد حان الوقت لإنهاء حقبة ما بعد حرب 11 أيلول إنهاء حقيقياً”، موضحة أن بعد هجوم 11 أيلول، نفذت الولايات المتحدة عمليات عسكرية في 78 دولة بعنوان “مكافحة الإرهاب”.
وكذلك لفتت صحيفة “أميركان كونزرفاتيف” الأسبوع الفائت في تقرير إلى أن “إبقاء القوات في العراق وسوريا يعد مخاطرة بخسارة كارثية في أرواح الجنود وقد تتصاعد إلى حرب كبرى”، مضيفة أن “إبقاء القوات الأمريكية في العراق وسوريا من دون مهمة عسكرية واضحة لا يجعل أمريكا أكثر أماناً”.
يشار إلى أن المقاومة العراقية أعلنت في 17 تشرين الأول أنها ستبدأ عملياً استهدافاتها للقوات الأمريكية في سوريا والعراق، وذلك رداً على التسليح الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي.