خاص|| أثر برس تتصاعد حدة المواجهات بين “قوات سوريا الديمقراطيّة- قسد” من جهة، وقوات “مجلس ديرالزور العسكري” وأبناء بعض العشائر العربية من جهة أخرى، وذلك بعد إقدام “قسد” على اعتقال قائد “المجلس” أحمد الخبيل المدعو “أبو خولة” مع عدد من قياديي “المجلس” بما فيهم شقيقه جلال الخبيل.
وتتركز حدة الاشتباكات في الريف الشمالي لدير الزور، بدءاً بمنطقة المعامل، والعزبة، والصور، وإبريهة وجديد عكيدات، والبصيرة، وبلدات أخرى، سيما البلدات التي ينحدر منها “الخبيل” ورفاقه من القادة المُعتقلين لدى “قسد”.
وطالت الاستهدافات مقرات وحواجز لـ”قسد” في الريفين الشرقي، والشمالي الشرقي سيما في بلدة زغير جزيرة، وترافقت الاستهدافات مع إعلان عصيان مدني وقطع طرق.
وتجاوز عدد القتلى في مناطق انتشار “مجلس دير الزور العسكري” الـ16 شخصاً، بينهم مدنيون، وأُسر 15 آخرون من صفوف “قسد”.
وأكدت مصادر أهلية لـ”أثر” أن قوات “المجلس” هاجمت حواجز “قسد” في “جديد عكيدات والشحيل”، وسيطرت على حاجز بلدة “الجاسمي” وحاجز الحديقة في بلدة الشحيل.
فيما أعلنت “قسد” في بيان لها استمرار عمليتها التي أطلقتها بمسمى “تعزيز الأمن” في دير الزور لليوم الثالث على التوالي ضد ما أسمته “خلايا داعش وتجار المخدرات و العناصر الإجرامية” وفق تعبيرها، وبدا لافتاً عدم ذكر البيان لـ”الخبيل” والمعتقلين معه من قادة “مجلس ديرالزور العسكري”.
كما اندلعت اشتباكات في بلدة إبريهة، وحاصرت قوات “قسد” بلدة العزبة، وقطعت شبكة الإنترنت، في عموم مناطق الجزيرة الفراتية بدير الزور، وتوسعت الاشتباكات باتجاه بلدة ذيبان.
وأكدت مصادر “أثر” أن قائد قوات ما يسمى “حماة الجزيرة” زوبع الزوبع، وهو من قبيلة “شمّر” أعلن استعداده للمشاركة في العملية العسكرية إلى جانب “قسد” رافعاً علم قبيلته، إضافة لمشاركة قوات ما يُسمى “الشمال الديمقراطي” في صالح “قسد” أيضاً.
بينما أصدرت عشائر عربية عدة، بيانات أكدت فيها تأييدها مقاتلي “المجلس”، كما أصدر أبناء محافظة الرقة في مدينة تل أبيض، بياناً أكدوا فيه وقوفهم إلى جانب أبناء محافظة دير الزور في مواجهة العملية العسكرية التي أطلقتها “قسد”.
وفي سياق متصل، نفت مصادر “أثر” ما أُشيع حول إسقاط منطاد المراقبة فوق القاعدة الأمريكية بحقل غاز “كونيكو”، مشيرة إلى أن ما حدث هو أن الأمريكيين أنزلوا المنطاد لأغراض الصيانة وتجنباً لاستهدافه.
محاولات للتهدئة
دعا القيادي في “مجلس دير الزور العسكري” تركي الضاري، “قسد” إلى فتح باب التفاوض للتهدئة، مؤكداً أن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة عشائرياً.
ولفتت مصادر عشائرية في حديثها لـ”أثر” إلى غياب أي تصريح لـ”التحالف الدولي” بقيادة واشنطن يتعلق فيما يجري، على الرغم من أن واشنطن هي الداعم الأساسي لكل من “مجلس دير الزور العسكري” و”قسد”.
وأقدمت “قسد” مساء الأحد 27 آب الجاري، على اعتقال قائد “مجلس دير الزور العسكري” أحمد الخبيل، ومحاصرة قادة آخرين من المجلس في مدينة الحسكة، عُرف منهم القياديان محمد جبر الشعيطي، وأبو الحارث الشعيطي، وشقيق الخبيل جلال، وذلك بعدما تم استدراج قائد الخبيل من قبل “قسد” إلى استراحة “عين الوزير” في مدينة الحسكة واعتقلته، بعدما فرضت حظراً للتجوال في بعض أحياء مدينة الحسكة، وقطعت الطرق الرئيسة فيها.
عثمان الخلف- دير الزور