خاص || أثر برس أكدت مصادر محلية لـ”أثر برس” أن قوات الاحتلال التركي سحبت خلال اليوم والأمس عدداً كبيراً من مجموعاتها العسكرية من بلدة “جنديرس”، التابعة لمدينة عفرين في ريف محافظة حلب الشمالي الغربي إلى داخل الأراضي التركية، كما سجل انسحاب جزئي لقوات الاحتلال التركي من نقاط في قرى “المناجير – السودة”، الواقعتين إلى الجنوب من مدينة “رأس العين”، في ريف الحسكة الشمالي الغربي.
الآليات العسكرية التركية التي انسحبت من “جنديرس”، دخلت إلى الأراضي التركية من معبر بالقرب من قرية “حمام”، الواقعة على الشريط الحدودي مع “لواء أسكندرون” المحتل، فيما دخلت القوات التي انسحبت من مناطق جنوب مدينة “رأس العين”، إلى الأراضي التركية من المعبر الحدودي الموجود شمال المدينة نفسها.
في الوقت نفسه، عززت القوات التركية خلال الأيام الثلاث الماضية من وجودها العسكري في المناطق الواقعة إلى الشمال من بلدة “عين عيسى” وجنوب مدينة “تل أبيض”، في ريف الرقة الشمالي، فيما يبدو أنه تحضير لاستئناف العملية العدوانية التركية في شمال سورية والتي تعرف باسم “نبع السلام”، إذ كشفت مصادر خاصة لـ “أثر برس”، أن قوات الاحتلال التركي أدخلت قبل يومين رتلاً عسكرياً انتشر جنوب مدينة “تل أبيض”، بعد دخوله الأراضي السورية من معبر “رجم عنوة”، الواقع إلى الشمال من بلدة “سلوك”، كما أدخلت قوات الاحتلال عدداً من الآليات العسكرية إلى المنطقة الواقعة شمال مقر “اللواء 93″، الواقع بدوره شمال بلدة “عين عيسى” في ريف الرقة الشمالي الغربي.
تشير المصادر إلى أن القوات التركية قد تذهب إلى اشعال الجبهات الواقعة بالقرب من الشريط الحدودي ضمن المنطقة الممتدة من مدينة “رأس العين”، في ريف الحسكة الشمالي الغربي، وصولاً إلى مدينة “عين العرب” في ريف حلب الشمالي الشرقي، وذلك بهدف تشتيت القوات الروسية وزيادة الضغط السياسي على موسكو سياسياً فيما يخص معارك شمال غرب سورية، إذ تحاول أنقرة وقف العمليات في المنطقة.
وتؤكد مصادر صحفية مقربة من “قوات سوريا الديمقراطية” لـ”أثر برس”، بأن الأخيرة لا تثق بالتطمينات التركية فيما يخص المعارك المحتملة مع قوات الاحتلال التركي، وعلى هذا الأساس كان الاجتماع الذي عقد قبل أيام في مطار الطبقة العسكري بين ممثلين عن “قسد”، مع وفد من الحكومة السورية وممثلين عن قيادة القوات الروسية، واستجابت موسكو للمطالب الكردية بزيادة عدد قواتها في منطقة “عين عيسى”، كما تواصل الشرطة العسكرية الروسية العمل على إنشاء قاعدتها الواقعة بالقرب من مفرق “تل أبيض”، شمال مدينة الرقة بحوالي 12 كم.
المعلومات الأولية تشير إلى أن الاتراك الذين قصفوا صباح اليوم قرى واقعة إلى الغرب من مدينة “تل أبيض”، يجهزون بشكل فعلي لاستئناف معارك “نبع السلام”، على أن تكون الجبهتين الأكثر اشتعال في المناطق الممتدة شمال بلدة “تل تمر”، في ريف الحسكة الغربي، وشمال بلدة “عين عيسى”، في ريف الرقة الغربي، وقد تذهب أنقرة نحو قطع الطريق الدولية الرابطة بين الحسكة – حلب والتي تعرف باسم “M4” في خطوة تؤيدها قوات الاحتلال الأمريكي التي تجد في زيادة الوجود السوري والروسي في المنطقة الشمالية من سورية مسألة تهدد مصالحها الاستراتيجية.
محمود عبد اللطيف – الحسكة