خاص|| أثر برس تزداد في هذا الوقت من العام أي خلال فصل الصيف، الأمراض التي تصيب البشرة والجلد نتيجة التعرض لأشعة الشمس بشكل شبه يومي ولساعات طويلة مما يسبب آفات جلدية وندبات تؤدي إلى حدوث (سرطان الجلد)، وسط تساؤل من الناس عن آلية العلاج من هذه الأمراض وكيفية حدوثها.
وفي هذا السياق، أوضحت الأخصائية في طب الأورام ورئيسة قسم الإحصاء في مستشفى البيروني الجامعي د.فاطمة الجوجو لـ”اثر” أن سرطان الجلد ينشأ نتيجة انقسام بعض الخلايا بشكل غير طبيعي بحيث تخرج عن التنظيم المحكم للدورة الخلوية؛ وتشرح: “أي خلية في الجسم عندما تتعرض للانقسام هناك دورة خلوية تدخل بها لنحصل من الخلية الأم على خليتين تشبهان الخلية الأم وتقومان بنفس الوظيفة”.
وأضافت: “عندما يحدث سرطان الجلد فهذه الخلية تصبح مختلفة وتخرج عن السيطرة المحكمة للدورة الخلوية ونقاط التفتيش؛ وتصبح المادة الوراثية شديدة الأخطاء وغير وظيفية؛ وبالتالي هذه الخلية لا تشبه الخلية الأم وتستمر بالانقسام؛ ومن هنا تصبح (سرطانية) ومع استمرارها بالانقسام تؤدي إلى تشكل كتلة سرطانية على حساب الخلية الشاذة التي منشأها الجلد ومن هنا ينشأ (سرطان الجلد)”.
وتابعت د. الجوجو: “هذه السرطانات تنشأ على حساب الخلايا الأساسية المكونة للجلد والتي توجد في طبقتي البشرة والأدمة؛ وهناك عدة أنواع لسرطانات الجلد أشيعها (سرطان الجلد قاعدي الخلايا) وهذا النوع ينشأ على حساب الخلايا القاعدية الموجودة في الجلد؛ وهناك نوع خلايا حرشفية (شائكة)؛ أما النوع الثالث فهو الميلانوما وتنشأ على حساب الخلايا الميلانينية الموجودة في الجلد؛ وهناك بعض الأنواع النادرة كالأنواع التي تنشأ على حساب خلايا (مركل) الموجودة في الجلد”.
وبينت د. الجوجو لـ”أثر” أن نسبة الإصابة بسرطانات الجلد عالمياً هي 1- 2% من جميع السرطانات لأنها غير شائعة؛ لكنها من أكثر السرطانات التي تحدث فيها زيادة عالمياً ففي عام 2023 كان سرطان (الميلانوما) من أكثر الأمراض زيادة بين جميع أنواع السرطانات الأخرى إضافة إلى أنها كانت بنسبة كبيرة لدى النساء أكثر من الذكور، وقد يعزى ذلك بحسب د. الجوجو لشيوع البرونزاج والتعرض بشكل تعسفي لأشعة الشمس وللأشعة فوق البنفسجية.
طريقة العلاج
قالت الأخصائية في طب الأورام ورئيسة قسم الإحصاء في مستشفى البيروني الجامعي د.فاطمة الجوجو لـ “أثر”: “حتى نحدد طريقة المعالجة يجب أولاً معرفة نوعها؛ وتحديد النوع يتم بشكل أساسي بدراسة التشريح المرضي للعينة وأخذ خزعة للآفة المشتبهة للتأكد تحت المجهر من وجود أحد سرطانات الجلد؛ وبعد التأكد المجهري من وجود سرطان لا بد من إجراء مسح شعاعي للتأكد من عدم وجود عقد وهي (مرحلة الورم) فيما إذا كان في مراحله الأولى أو في مراحل متأخرة”، متابعة: “تكون الخطة العلاجية لكل سرطان حسب نوعه النسيجي وحسب مرحلة الورم ففي المراحل الباكرة يكون العلاج جراحي وفي مراحل متقدمة يحتاج المريض إلى علاج شعاعي موضعي؛ أما في بعض الأورام الأخرى قد نحتاج إلى معالجات هدفية أو دوائية، فمثلاً في أورام الميلانوما العلاجات المقترحة بعد استئصال الكتلة هي علاجات مناعية وهدفية ولا يوجد دور للمعالجة الكيميائية؛ وتختلف الخطة العلاجية حسب نوع المرض ومرحلته من مريض لآخر”.
وأضافت: “للأسف في السنوات الخمس الأخيرة عالمياً وليس محلياً وبسبب شيوع التعرض للشمس بشكل تعسفي وظهور موضة البرونزاج وخاصة عند النساء بدأت زيادة سرطانات الجلد وبالأخص الميلانوما وحدثت زيادة لدى النساء أكثر من الذكور، وحالياً هناك حملات للكشف المبكر تسعى للسيطرة على زيادة شيوع الميلانوما فعند ظهور أي آفة جلدية أو استطباب أو تغير بشكل آفة موجودة سابقاً أو ظهور تقرحات بها لا بدّ من مراجعة طبيب جلدية لدراسة الحالة وقد نضطر لأخذ عينة نسيجية للتأكد من عدم وجود سرطانات وهذا ساعد بالسيطرة على هذا المرض”.
من جانبه، مدير عام مستشفى الأمراض الجلدية والزهرية د. علي عمار بيّن لـ”أثر” أن هناك اتفاق سوري ـ روسي لتطوير مشفى الجلدية ليكون الأفضل في الشرق الأوسط، مضيفاً: “تمت مناقشة بنود الاتفاقية بحضور الوفد وتم الاتفاق على إحضار تجهيزات تناسب المشفى؛ بدوره الوفد استلم المخططات، وحالياً إدارة المشفى تحضر بنود الاتفاقية وتحصل على الموافقات للبدء بعملية الترميم وإدخال الأجهزة”.
دينا عبد