نفى متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” وجود تحرشات أمريكية بالطائرات الروسية في الأجواء السورية، مشيراً إلى أن واشنطن تحافظ على خط اتصال مفتوح مع روسيا وفقاً لبروتوكولات مذكرة “منع التصادم” الموقعة بين الجانبين.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن المتحدث باسم البنتاغون، قوله: “إن القوات الجوية التابعة للقيادة الأمريكية الوسطى، تحافظ على خط اتصال مفتوح مع روسيا من خلال ما يسمى خلية تفادي التضارب الروسية، التابعة لعملية حل الصراع، التي تضمن توفر خط اتصال مفتوح بين الدول، بهدف تقليل أخطار حوادث الطائرات غير الآمنة أو التهديدات المتصورة لعدوان في المجال الجوي في سوريا”.
وأشار المتحدث باسم البنتاغون، إلى أن الطائرات الأمريكية هي التي كانت عرضة للتحرشات الروسية في تموز الفائت.
من جانبها أكدت الدفاع الروسية سابقاً أن سبب تلك الاحتكاكات كان نتيجة امتناع القوات الأمريكية عن التنسيق مع القوات الروسية في سوريا.
وأصدر مركز المصالحة الروسي في سوريا التابع للدفاع الروسية، 6 بيانات تؤكد وجود انتهاكات أمريكية لبروتوكولات “منع التصادم” الموقعة بين الجانبين الروسي والأمريكي، في الأجواء السورية.
وعلّق سابقاً رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، على هذه الاحتكاكات بقوله: “إذا شعر أي من جنودنا في أي وقت أنه عمل عدائي أو نيّة عدائية فسوف يدافعون عن أنفسهم، لدينا خط لمنع الاشتباك تستخدمه القيادة المركزية يومياً لمنع أي نوع من الحوادث أو التصعيد، ونحن نراقب ذلك عن كثب”، مضيفاً أن “المحللين يفحصون الأسباب المحتملة وراء هذه الزيادة في تلك الحوادث”، مضيفا أنه “لا يبدو أنه مرتبط بالقتال في أوكرانيا”.
وحذّر عدد من الخبراء والمسؤولين العسكريين الأمريكيين من تبعات التصعيد الروسي- الأمريكي الحاصل في الأجواء السورية، وفي هذا الصدد أكد الخبير العسكري والأمريكي ورئيس تحرير صحيفة “Long War Journal” بيل روجيو، أنه “لا يوجد الكثير مما يمكن للولايات المتحدة فعله لردع الإجراءات الروسية”، محذراً من أن “أي احتكاك مباشرة مع القوات الروسية قد يؤدي إلى تصعيد مدمر”.
بدورهم، استبعد خبراء روس تطور هذه الحوادث بين روسيا وأمريكا في الأجواء السورية، إلى مواجهة مباشرة، وفي هذا السياق، قال ألكسندر تيموخين، في مقال نشرته صحيفة “فزغلياد” الروسية: “الولايات المتحدة لا تريد حرباً مباشرة مع روسيا، لذا فإن هجومها الشامل على قواتنا في هذا البلد (سوريا) أمر مستبعد للغاية” مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه “من الممكن حدوث اشتباكات محدودة، يمكن أن تُنسب إلى المنفذين أو تعلل بحدوث خطأ”.
يشار إلى أن تموز الفائت شهد 5 حوادث احتكاكات مباشرة بين الطائرات الروسية والأمريكية في الأجواء السورية، وتبادل الطرفان الاتهامات بتعريض حياة عسكريي البلدين للخطر، وانتهاك بروتوكولات “منع التصادم” الموقعة عام 2015 عندما دخلت القوات الأمريكية إلى سوريا.