كشفت تقارير أمريكية عن عدد من التجاوزات التي أجرتها القوات الأمريكية وجنودها في سوريا وكان آخرها في أيار الفائت عندما قتلت راعي أغنام بدلاً من قتل قيادي في تنظيم “القاعدة” بتاريخ 3 أيار الفائت.
ونقلت شبكة “CNN” الأمريكية “إنه من المقرر أن يبدأ الجيش الأمريكي تحقيقاً رسمياً بشأن العملية التي تم تنفيذها بطائرة من دون طيار في سوريا في أوائل أيار، وذلك بعد ورود تقارير أكدت مقتل مدني بدلاً من قتل قائداً بارزاً في تنظيم القاعدة”.
وأشارت “CNN” إلى أن هذا التحقيق هو أكبر دليل على أن “القيادة المركزية الأمريكية ربما فشلت في تلك الغارة التي شنتها في شمال غربي سوريا”، لافتة إلى أنه بعد الغارة مباشرة “كان قائد القيادة المركزية، الجنرال مايكل كوريلا وطاقمه على ثقة كبيرة بأنهم قتلوا قيادياً بارزاً في القاعدة، على الرغم من أن هذا الأمر يستغرق عادةً أياماً عدة للحصول على تأكيد بشأن الهدف نظراً لعدم وجود القوات الأمريكية في ذلك الجزء من سوريا، لكن القيادة المركزية الأمريكية أعلنت عن العملية عبر تويتر، من دون تسمية الهدف”.
كانت مصادر “أثر” قد أكدت في 3 أيار الجاري أن طائرة مسيّرة مذخرة تابعة لـ”التحالف الدولي” استهدفت إحدى المزارع في بلدة قورقانيا شمالي إدلب ما أدى إلى وفاة راعي أغنام يبلغ من العمر 62 عاماً، بالإضافة إلى نفوق أكثر من 30 رأساً من الأغنام، مشيرة إلى أن راعي الأغنام هو مدني ولا يحمل أي صفة عسكرية ولا يتبع لأي تنظيم مسلح في إدلب ويعمل في تربية المواشي منذ مدة بعيدة داخل إحدى مزارع تلك البلدة التي تسيطر عليها “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة وحلفاؤها)”.
وأكدت “CNN” أن هذه الغارة تسلط الضوء على ما تجريه القوات الأمريكية في سوريا، مشيرة إلى أنها تثير تساؤلات عن مدى دقة تنفيذ “القيادة المركزية الأمريكية” لسياسة التخفيف من الأضرار المدنية في أثناء تنفيذ العمليات العسكرية.
وفي صعيد آخر، أفادت شبكة “CNN” الأمريكية بأن جندياً أمريكياً اعترف بمحاولته تقديم دعم مادي لتنظيم “داعش”، ونقلت الشبكة الأمريكية بياناً عن وزارة العدل الأمريكية أكدت فيه أن “الجندي كول بريدجز البالغ 22 عاماً، كان في الحقيقة يتواصل مع موظف في مكتب التحقيقات الفدرالي إف بي آي” مضيفاً أن “بريدجز زوّد، العميل الفيدرالي بوساطة الإنترنت، بأجزاء من دليل تدريب للجيش الأمريكي وتوجيهات تتعلق بالتكتيكات القتالية العسكرية، ليستخدمها داعش”، وتابعت الوزراة أن “الجندي أرسل تعليمات للعميل السري عن كيفية مهاجمة جنود الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط، بما في ذلك نصائح عن زرع متفجرات في بعض المباني لقتل القوات الأمريكية”.
يشار إلى أنه بعد إعلان القضاء على تنظيم “داعش” شرقي سوريا، نشرت الصحف الأمريكية تقارير عدة عن الغارات التي أجراها الطيران الأمريكية بـ “الخطأ” والتي قتل فيها مئات المدنيين بدل من قتل مسلحي “داعش”، وكذلك كشف عدد من قياديي “التحالف الدولي” أن عملية القضاء على “داعش” شرقي سوريا كان يمكن أن تتم من دون أن يجري طيران “التحالف” كل هذا الدمار في تلك المنطقة.