أثر برس

البوكمال.. بين الخطط التكتيكية وأهميتها الاستراتيجية!

by Athr Press G

رضا زيدان|| خاص أثر

عاود تنظيم “داعش” دخوله إلى مدينة البوكمال بعد أن استعادت القوات السورية وحلفائها سيطرتها عليها قبل أيام عشر، الأمر الذي أثار التساؤلات حول حجم المعركة وأهميتها؟

يوم السابع من تشرين الثاني أعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” أنها ستتجه نحو البوكمال بدعم أميركي، وبعد يومين تماماً أعلنت القوات السورية من تحرك “قسد” عن استعادة السيطرة على المدينة، وحينها كانت القوات السورية تحشد قواتها على مشارف البوكمال من جهة الشرق، حيث جاء هذا الإعلان لقطع الطريق قبالة “قسد” المدعومة من واشنطن ومنعها من دخول معركة المدينة، وساعد على ذلك أيضاً، تقدم القوات العراقية بمحاذاة الحدود وسيطرتهم على قرية سويح شرقي البوكمال مباشرة.

أول أمس، استكملت القوات السورية وحلفاؤها حصارها للبوكمال حيث ذكرت مصادر تابعة لإدارة العمليات العسكرية في الشرق السوري أن المعركة اعتمدت على إدارة قيادة المجموعات بشكل منفصل عن المجموعة الأخرى، وبعد عدّة ساعات من بداية المعركة انهار مسلحو تنظيم “داعش” في البوكمال وسيطرت القوات على أكثر من نصف المدينة، مضيفة أن المعلومات تؤكد أن مسلحي “داعش” باتوا محاصرين في بعض الأحياء من المدينة على الرغم من الدعم الأميركي الكامل لهم، في حين تم الإعلان رسمياً يوم أمس عن استعادة السيطرة التامة على المدينة.

وتكمن أهمية مدينة البوكمال الاستراتيجية في:

أولاً: استعادة أهم معبر حدودي مع العراق وهو معبر القائم الذي يعد من أهم المعابر البرية الحيوية، الذي يوصل شرقاً مناطق العراق مدن “هيت والحديثة حتى مدينة القائم”، ويتفرع منه باتجاه سورية عدة اتجاهات جنوباً إلى معبر التنف الحدودي الذي يبعد 200 كلم، وهو خط مسيطر عليه من الجهتين لصالح القوات السورية والعراقية، وشمالاً باتجاه “الميادين ودير الزور” وغرباً يتفرع من عقدة مواصلات إلى الداخل السوري إلى مدينة تدمر وإلى الطريق الدولي حمص دمشق حتى الحدود اللبنانية الشرقية.

ثانياً: استعادة السيطرة على البوكمال شكّل صدمة كبيرة للولايات المتحدة الأمريكية التي ساندت تنظيم “داعش” بشتى الوسائل حتى لاتستعيد القوات السورية السيطرة عليها، إضافة لصدمة قيادات التنظيم الميدانية والتي فقدت سيطرتها على المعارك مؤخراً وذلك بعد هروب أغلب مجموعات التنظيم الأجانب وترك المجموعات المحلية لتواجه مصيرها على الأرض.

ثالثاً: بالسيطرة على مدينة البوكمال، ينحصر وجود “داعش” ويقتصر في الجيب الممتد من شمال المدينة إلى جنوب الميادين، مع المساحات الضيقة غرب وشرق نهر الفرات، بخط طوله حوالي 60 كلم.

رابعاً: للبوكمال أهمية اقتصادية تتمثل بكونها منطقة مرتبطة بدير الزور ومنطقة غنية بالبترول والغاز  وباستعادتها يسقط المشروع الأميريكي الرامي إلى التقسيم.

ولكن هل انتهى دور تنظيم “داعش” في العراق وسوريا بحسم معركة البوكمال؟ وهل سيفتح طريق دمشق – بغداد مجدداً  أم هناك مخططات أخرى؟

اقرأ أيضاً