يبدو أن العملية التي شنتها تركيا في الشمال السوري، والتي تمثلت بـ”غصن الزيتون” لها أبعاد متعددة، ويبرز هذا من الاهتمام البالغ بها من قبل المحللين العرب والأجانب، ففي كل يوم تمتلأ وسائل الإعلام بعناوين “غصن الزيتون- عفرين- تركيا- التنسيق الروسي…” غيرها العديد، إضافة إلى الحقائق التي يصرح بها مسؤولون أتراك وأكراد بشكل تدريجي للصحفيين.
وصحيفة “كوميرسانت” الروسية كانت من بين الصحف التي اهتمت بها وبخلفياتها، فنشرت في صفحاتها مقالاً جاء فيه:
“روسيا أبرمت اتفاقات أولية مع أنقرة، ووافقت على منحها حرية محددة في المناطق الكردية السورية، وفي الوقت نفسه يمكن أن تترتب على العملية التركية في عفرين عواقب غير سارة لمنظمي مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، المقرر عقده في 29 و 30 يناير الجاري، فقد عبر ممثلون عن عدة منظمات توحد الأكراد السوريين، عن إنهم في الوضع الحالي لا يرون معنى للمشاركة في هذا المحفل”.
وفي صحيفة “الأخبار” اللبنانية جاء:
“لم يكن العدوان التركي على عفرين مفاجئاً، بل جاء بمثابة انتهاز فرصة قدّمتها واشنطن على طبقٍ من ذهب حين أعلن “التحالف الدولي” عزمه على إنشاء “قوّة حرس حدود” جديدة، وتوحي المعطيات السياسية المتوافرة حتى الآن بأنّ “غصن الزيتون” لا تعدو كونها مقدّمة لفصل جديد من فصول الحرب السوريّة، فصل عمل معظم اللاعبين على إطلاق شارته، من دون أن تُغيّر التصريحات الداعية إلى “ضبط النفس” شيئاً من هذه الحقيقة”.
وجاء في “الحياة” السعودية:
“عفرين تحتل أهمية استراتيجية كبيرة في المشروع الكردي وعليه فإن مصير عفرين يقع في صلب السياسة التركية المقبلة، وذلك لأسباب كثيرة، لعل أهمها: أن تركيا التي سيطرت على مدينة الباب عبر عملية “درع الفرات”، ترى أن هدفها الأساسي من العملية لم يتحقق بعد، إذ إن إمكانية وصل عفرين بشرقي الفرات ما تزال قائمة، ما دامت منطقة منبج ومعها مثلث الشيخ عيسى وتل رفعت تقع تحت سيطرة قوات سورية الديموقراطية، وتطلع الأخيرة إلى ربط هذه الكانتونات وإيصالها بالبحر كما صرح به العديد من المسؤولين الأكراد”.