أثر برس

الدولة السورية تضع الأكراد أمام طريقين.. فماذا سيختارون؟

by Athr Press Z

خاص || أثر برس

اللقاء الثلاثي الذي جمع  يوم أمس الاثنين،  كل من وزير الدفاع السوري العماد علي عبد الله أيوب، ورئيس الأركان العراقي الفريق أول عثمان غانمي، ورئيس الأركان الإيراني اللواء محمد باقري، له أهمية خاصة، كونه عُقد في ظل الإعلان عن القضاء على تنظيم “داعش” في سورية ما يعني أنه لم يعد هناك أي مبرر لوجود القوات الأمريكية في المنطقة ذات الموقع الاستراتيجي عند الحدود السورية-العراقية، إضافة إلى ازدياد الحديث عن مصير “قسد” وعلاقتها مع الولايات المتحدة الأمريكية في ظل غياب خطة أمريكية واضحة لعلاقة واشنطن مع الأكراد في سورية.

وإحدى الملفات التي ركّز عليها وزير الدفاع السوري في كلمته هي العلاقة مع “قسد”، واختصر حديثه عنهم وعن مصيرهم هم وأمريكا بجملة واحدة حيث قال: “أن الورقة الوحيدة المتبقية في أيدي الأمريكيين وحلفائهم هي قسد وسيتم التعامل معها بالأسلوبين المعتمدين من الدولة السورية.. المصالحات الوطنية أو تحرير الأراضي التي يسيطرون عليها بالقوة”.

العماد أيوب انطلق من مبدأ حق سورية باستعادة كافة أراضيها دون أي تدخل خارجي غير مشروع، في وقت يستمر فيه بعض الأكراد بالتعاون مع واشنطن ويضيعون على أنفسهم الفرص المقدمة لهم من الدولة السورية، بات يتوجب على الأكراد اختيار طريقهم النهائي ليتحملون تبعاته فيما بعد، فإما سيختارون البقاء على علاقتهم مع واشنطن أو سيعودون كنف إلى الدولة السورية.

كما أن تصريح وزير الدفاع حول “قسد” جاء بالتزامن مع مجموعة متغيرات مهمة قد ترسم مستقبلهم، أبرزها اقتراب القضاء على تنظيم “داعش” وعدم وضوح خطة أمريكا  التي تدعمهم في المستقبل، إضافة إلى إصرار الدولة السورية وجديتها باستعادة كل شبر من أراضيها.

ولذلك، يتبين أن الأكراد انتبهوا لخطورة مستقبلهم وبدؤوا يشعرون بضرورة عدم الوثوق بالطرف الأمريكي بعدما خذلهم بالإعلان عن قرار الانسحاب دون إخبارهم به، إذ وصفوا هذا القرار بالخيانة، كما بدأ بعض المسؤولون الأكراد بالتحذير من عواقب الاستمرار بالتحالف مع واشنطن، حيث قال رئيس وزراء إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، أمس الاثنين: “لا يوجد مشروع واضح لأمريكا في سورية والمنطقة، والحكومة السورية ما زالت قائمة، ويجب على أكراد سورية أن يتحدثوا معها إذا ما أرادوا الحصول على حقوق معينة“.

يبدو أن الأكراد اليوم أمام استحقاق جديد، فوزير الدفاع السوري أكد مجدداً استعداد الدولة للتعامل معهم كجزء من الشعب السوري والمحافظة على كامل حقوقهم، والفرصة الأولى قدمها وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، حينما قال: “نحن مستعدون للتعامل مع الأكراد كجزء من الشعب السوري لكن إن اختاروا البقاء مع أمريكا فسيتم التعامل معهم كما سيتم التعامل مع أمريكا” وذلك خلال لقاء سابق له مع قناة “روسيا اليوم”، والرئيس بشار الأسد كان أكثر وضوحاً في خطابه الأخير خلال شهر شباط الفائت حول مصير الأكراد، حيث وجه رسالة إلى الأكراد أكد لهم فيها أنه في النهاية لن تحميهم سوى دولتهم، وأن الولايات المتحدة ستتخلى عنهم فور تحقيق أهدافها.

القيادات الكردية أمام خيارين واضحين، فإما العودة للدولة السورية وتنفيذ التصريحات التي صدرت على لسان مسؤوليهم سابقاً والتي تقضي بإعادة المناطق التي يسيطرون عليها للدولة السورية، أو البقاء على تحالفهم مع واشنطن وتحمل عواقب هذا التحالف في ظل إعلان الدولة السورية عن أنها تملك مقومات القوة الكافية لإخراج أمريكا من سورية واستعادة كل شبر من أراضيه.

زهراء سرحان

اقرأ أيضاً