خاص|| أثر برس أجلت المفوضية العليا للانتخابات في إقليم شمال شرق سوريا انتخابات المجالس البلدية المقررة في الحادي عشر من الشهر الجاري حتى شهر آب من العام الجاري، وذلك للمرة الثانية منذ أن تم الإعلان عنها.
وعزت المفوضية أسباب التأجيل إلى أنه جاء استجابة لمطالب الأحزاب والتحالفات السياسية المشاركة في الانتخابات، التي دعت إلى تأجيل الانتخابات بسبب “ضيق الوقت المخصص للفترة الدعائية التي ينبغي أن تكون كافية أمام جميع المرشحين الذين تم قبولهم لدخول الانتخابات” إضافة إلى “تأمين مدة زمنية لمخاطبة المنظمات الدولية لمراقبة سير العملية الانتخابية في إقليم شمال شرق سوريا”.
وتضمن قرار التاجيل أسماء الأحزاب والتحالفات السياسية المطالبة بتأجيل الانتخابات وهي “مجلس سوريا الديمقراطية، وتحالف الشعوب والنساء من أجل الحرية، وقائمة معاً لخدمة أفضل، وحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا”.
وجاء قرار التأجيل بعدما أعلنت واشنطن رفضها لهذه الانتخابات، إذ أكدت السفارة الأمريكية الافتراضية في سوريا عبر حسابها في منصة “X” أنها تتواصل مع الجهات الفاعلة في “الإدارة الذاتية” بخصوص هذه الانتخابات، وقالت في بيان نشرته قبل أيام: “إن أي انتخابات تجري في سوريا يجب أن تكون حرة ونزيهة وشفافة وشاملة، وفق ما دعا قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254″، مضيفة أن “واشنطن حثّت الإدارة على عدم المضي في الانتخابات وعزت السبب إلى أن الظروف الملائمة لمثل هذه الانتخابات غير متوفرة في شمال وشرق سوريا في الوقت الحاضر”.
كما أكد الباحث المساهم في “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” براء صبري، أن الإدارة الأمريكية تبرأت صراحةً من الانتخابات، موضحاً أن “واشنطن تعطي إشارة إلى أن الانتخابات بحد ذاتها غير سليمة حسب المعايير الديمقراطية، وأرسلت رسالتها هذه المرة بصدق للمعنيين بالقرارات في شرق الفرات” وفق ما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط”.
كما حذّر مختصون ومراقبون أن تكون هذه الانتخابات بمنزلة الشرارة التي من شأنها أن تطلق عملية عسكرية تركية شمال شرقي سوريا ضد “الوحدات الكردية”، إذ أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن “تركيا لن تتردد في شن هجوم جديد في شمال سوريا، إذا مضت الجماعات التي يقودها الأكراد، في خطط لتنظيم انتخابات محلية في المنطقة”.
وفي هذا الصدد، أشار الأكاديمي الكردي فريد سعدون، في حديث لـ”أثر برس” إلى أن قرار التأجيل منطقي، موضحاً أنه “إذا ما تم النظر إلى الانتخابات بشكل شمولي فهي غير ممكنة، فعلى المستوى الكردي هناك انقسام كردي بين أحزاب المجلس الوطني الكردي، وpyk ما يعني أن نصف المجتمع الكردي لن يشارك في هذه الانتخابات”.
وأعرب سعدون عن أمله فيما لو كان قرار التأجيل حتى إشعار آخر، وقال: “حبذا لو كان القرار حتى إشعار آخر ولم يتم تحديد شهر آب كموعد للانتخابات”.
وأشار الأكاديمي الكردي، إلى حالة الرفض التي تواجهها هذه الانتخابات من كافة الجهات، موضحاً أن “على المستوى الداخلي السوري هناك معارضة للانتخابات، إذ أكدت أحزاب المعارضة كافة معارضتها لإجراء الانتخابات ومن يشارك في الانتخابات فقط احزاب الإدارة الذاتية، وحُكماً الحكومة السورية ستكون رافضة أساساً لإجراء مثل هذه الانتخابات كونها تكرس حالة الانقسام”.
وعلى المستوى الإقليمي، لفت سعدون إلى أن “دول الجوار كافة رافضة أساساً للانتخابات، خاصة الجانب التركي، على اعتبار أن الانتخابات ستعطي شرعية للإدارة الذاتية، لذلك التركي سيبذل كل جهده لمنع هذه الانتخابات حتى لو كانت الحرب”.
أما دولياً، أكد سعدون أن روسيا رافضة أساساً لمثل هذه الانتخابات، وكذلك كل من الجانب الأمريكي والفرنسي أصدرا بيانات أكدت على رفضهما لهذه الانتخابات، وبالتالي أصبح من المستحيل إجراء الانتخابات دون رضا الأمريكان فالمنطقة منطقة نفوذ ومن الممكن أن يرفع الأمريكي دعمه عن المنطقة”.
وفي هذا السياق، سبق أن أكدت مصادر عشائرية وكردية في حديثها لـ”أثر برس” أن مسؤولي “الإدارة الذاتية” في مدن المحافظات الشرقية هددوا السكان بقطع الخدمات عنهم إن لم يشاركوا في العملية الانتخابية التي ستطلقها “قوات سوريا الديمقراطية- قسد”، في الـ11 من حزيران الجاري بعد أن كان من المقرر أن تقام في شهر أيار.
وكانت “الإدارة الذاتية” قد أعلنت بتاريخ 25 أيار، أن عدد المرشحين في الانتخابات البلدية، بلغ 5336 مرشحاً، استُلمت طلباتهم وتمت الموافقة عليها، موضحة أن هذه الانتخابات سيتم إجراؤها وفق ما تصفه بـ”العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمالي وشرقي سوريا”، الذي أعلنته في 13 كانون الأول 2023، في خطوة تهدف منها إلى تعزيز سيطرتها على مناطق شمال شرقي سورياً.
جوان الحزام- الحسكة