أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن أكبر عائق يواجهه بلده في مجال الاستثمارات يكمن في الأموال التي أخذها السوريون وأودعوها في المصارف اللبنانية وجمدت هناك.
وشدد الرئيس الأسد في كلمته التي ألقاها اليوم السبت خلال مراسم أدائه اليمين الدستورية لولاية رئاسية رابعة، على أن بلده يواجه حرباً اقتصادية، داعياً السوريين إلى الإيمان بأنفسهم وتاريخهم وثقافتهم لتحويل نتائج هذه الحرب لصالحهم.
وتابع أن “معركة الحفاظ على سعر صرف” الليرة السورية أكدت أن بلده قادر على تحقيق هذا الهدف، مؤكداً على ضرورة تهيئة الظروف الملائمة لإنجاز النتائج في هذا المجال.
كما تحدث الرئيس عن الاستثمار، مقراً بأن الأمور ليست بخير رغم إنجاز بعض النجاحات في هذا المجال، لكن هناك فرص للمضي قدماً في هذا الصدد، لافتاً إلى أن جزءاً من المشكلة في هذه المسألة مرتبط بالسوريين أنفسهم و”توفر الإرادة وقراءة الواقع بشكل صحيح والمشاركة الجماعية الواسعة”.
وأضاف أن “الحرب والحصار لم يغلقا الأبواب بشكل كلي”، منوهاً بأن “هناك عوائق والعائق الأكبر حالياً هو الأموال السورية المجمدة في المصارف اللبنانية والتي تقدر بعشرات المليارات”.
وأوضح أن هذه الأموال تقدر حسب تقييمات مختلفة ما بين 40 و60 مليار دولار، مؤكداً أن “كلا الرقمين كافيان لإحباط اقتصاد بحجم اقتصادنا سواء من خلال تجميد الأموال وحرمان دورة الاقتصاد منها أو من خلال عملية تهريب هذه الأموال أو إخراجها والضغط المستمرة على الليرة السورية وتخفيض قيمتها الشرائية على مدى سنوات وبشكل متعاقب”.
وأشار الأسد إلى أن “هذا العنصر يمثل عائقا كبيرا وتحديا عسيرا وحلها مرتبط بتغير الظروف في لبنان”، واصفاً إياه بأنه “درس للمستقبل لكل من يفكر بنفسه بمعزل عن الوطن”.
ولفت الأسد أن الحصار المفروض على سوريا لم يمنعها من تلبية احتياجاتها الأساسية لكنه “تسبب في اختناقات”، مشدداً على أن تخفيف العقوبات ضروري لكنه لا يعوض عن زيادة الإنتاج وهي أساس تحسن الوضع المعيشي.
وسبق أن أكد العام الفائت أن الأزمة الاقتصادية في سوريا لها سبب آخر لا أحد يتكلم فيه، مشيراً إلى أن السبب هو الأموال التي أخذها السوريون وأودعوها في لبنان وعندما أغلقت المصارف في لبنان دفعنا الثمن.
يشار إلى أن البنوك اللبنانية، تفرض قيود وضوابط صارمة على سحب الودائع منها وعلى تحويل الأموال للخارج منذ عام 2019، الأمر الذي أثار غضب المودعين المحليين والأجانب العاجزين عن الوصول إلى مدخراتهم، وتسبب بخسائر لكثير من السوريين.