خاص|| أثر برس أقفلت معظم المنتجعات الشاطئية في الساحل السوري حجوزاتها لعيد الأضحى المبارك، الذي جاء متزامناً مع بداية الموسم السياحي وانتهاء امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوي، ورغم الأسعار الكاوية لتسعيرة الليلة الواحدة في فنادق خمس نجوم، والتي تجاوزت عتبة 2 مليون ليرة سورية، إلا أن الرد السريع الذي تبادر موظفة الاستقبال لقوله للزبون الذي يرغب بالحجز هو أن المنتجع “كومبليه”، وعليه تعيين حجز عقب العيد في حال كان يرغب بقضاء إجازة لاحقة.
اللاذقية:
كما هي العادة في كل موسم سياحي، وفي الأعياد والعطل الطويلة، تتدرج أسعار الليلة الواحدة بحسب التصنيف السياحي “النجوم” وبحسب الإطلالة، سواء كانت بحرية أو جانبية أو على مسبح، حيث تبدأ تكلفة الإقامة لليلة واحدة في غرفة تتسع لشخصين في فندق خمس نجوم من 1.5 مليون ليرة، لتنتهي بـ 3.5 مليون ليرة في “سويت” يتسع لستة أشخاص، مع وجبة فطور.
وعلى خطى المنتجعات والفنادق، سارت الشاليهات التي رفعت بدورها الأسعار، حيث تتراوح تسعيرة الإقامة لليلة واحدة في شاليه نسق أول مزود بطاقة بديلة بين 1-1.2 مليون ليرة (غرفتين وصالون)، وبين 800- 900 ألف ليرة (غرفة وصالون)، لتتراجع الأسعار في النسق الثالث إلى 400 ألف ليرة.
وقال مدير سياحة اللاذقية فادي نظام لـ”أثر”: إن الأسعار في الفنادق والمنتجعات يتم تحديدها من قبل وزارة السياحة، باستثناء فنادق خمس نجوم التي تحرر أسعارها، مبيناً أن نسبة الإشغال خلال عيد الأضحى المبارك في الفنادق ضمن المحاور البحرية والشاطئ 100%.
وحول الإجراءات التي اتخذتها مديرية السياحة استعداداً للموسم السياحي، أشار نظام إلى أنه تم التنسيق مع الوحدات الإدارية والمحافظة لزيادة عدد باصات النقل الداخلي على محاور المناطق السياحية، خاصة محور منطقة الشاطئ في مدينة اللاذقية الذي يعد حيوياً. بالإضافة إلى التنسيق مع الشركة السورية للسياحة والنقل لتسيير باص إلى وادي قنديل، كما تم بحث إمكانية تأمين المشتقات النفطية بشكل يومي خاصة بنزين أوكتان، وتخفيف ساعات التقنين الكهربائي حسب الإمكانيات المتاحة، كما تم الطلب من مجالس المدن تنظيف الشوارع الرئيسية.
ولفت نظام إلى وجود ضابطة من مديرية السياحة لمراقبة جودة الخدمات والإعلان عن الأسعار في مكان واضح، بالإضافة للجان الصحية خلال فترة العيد وطيلة فترة الموسم السياحي.
وبيّن نظام أن معظم الحجوزات خلال عيد الأضحى المبارك داخلية، من المحافظات الأخرى، باعتبار أن المغتربين يأتون إلى سوريا في تموز وآب.
طرطوس:
إلى طرطوس، واقع المشهد السياحي يعيد إنتاج نفسه من ناحية الحجوزات التي أقفلت قبل أيام عدّة من حلول عيد الأضحى المبارك، خاصة في المنتجعات والفنادق الشاطئية التي تشكل الوجهة الأولى لزوار المحافظة.
وتبدأ تكلفة الإقامة لليلة الواحدة في فنادق خمس نجوم من 1.5 مليون ل.س، لتنتهي بـ 3.4 مليون ل.س بحسب إطلالة الغرفة ومساحتها فيما إذا كانت غرفة تتسع لشخصين فقط، أو “سويت” يتسع لخمسة أو ستة أشخاص.
وبين مدير سياحة طرطوس المهندس بسام عباس لـ”أثر” أنه في إطار استعداد مديرية السياحة لعطلة عيد الأضحى، تم التعميم على كافة أصحاب المنشآت السياحية عملاً بتعاميم وزارة السياحة للتأكيد على الإعلان الواضح عن الأسعار وعدم تجاوز سقوف الأسعار المحددة فقط، سواء التصنيف الممنوح للمنشأة، والشروط الصحية لحفظ المواد الغذائية والتأكد من صلاحيتها وآلية حفظ المواد وطريقة وأدوات تحضيرها، والنظافة العامة في المطابخ وكافة المرافق داخل المنشآت والتأكد من الشروط الصحية لعملها والشروط الفنية والخدمية والتشغيلية المرتبطة بمستوى تأهيل أو تصنيف المنشأة، بالإضافة لجودة الخدمات التي تقدمها المنشآت السياحية بما يتوافق مع معايير تصنيفها، كما وجهت مديرية سياحة طرطوس لجان الضابطة العدلية ولجان الرقابة لرفع الجاهزية وتكثيف الجولات الرقابية ولاسيما الوقائية حرصاً على تقديم أفضل خدمة للأهالي من الناحية الفنية والخدمية والصحية خلال فترة عطلة عيد الأضحى المبارك وخلال الموسم السياحي عموماً
وأضاف: بالنسبة للمسابح والمنتجعات الشاطئية تم التوجيه لكل أصحاب المنشآت التي تحوي مسابح داخلية أو شاطئية لاتخاذ كافة إجراءات الأمان والسلامة العامة والتأكيد على وجود عدد كافي من المنقذين من ذوي الخبرة ويمتلكون شهادة منقذ، وتوزيع لوحات التحذير والإرشاد وتعليمات السباحة ومواعيدها وأبراج المراقبة على طول مواقع السباحة المسموح بها، وتوزيع سيارات الإسعاف على طول الشاطئ قرب المواقع المسموح بها من مديرية الصحة وفرع الهلال الأحمر بطرطوس بالتنسيق مع اللجنة الفرعية المشرفة واستمرار وجود عناصر طبية في المراكز والنقاط الطبية خلال فترة بعد الظهر وأيام العطل والأعياد.
وأكد عباس أنه من خلال التواصل مع جميع منشآت المبيت السياحية في المحافظة تبين أن نسب الإشغال جيدة جدًا وحتى أن أغلب الفنادق ومنشآت المبيت السياحية ولاسيما الشاطئية منها قد أعلنت اكتمال حجوزاتها خلال عطلة العيد.
وتوقع عباس موسم سياحي جيد ونسب قدوم سياحي مبشرة، مؤكدًا على ضرورة تضافر الجهود لدعم القطاع السياحي، والذي لاشك بأن أهم مشاكله التشغيلية حاليًا هي موضوع حوامل الطاقة وتوفرها وأسعارها (كهرباء – محروقات) والتي تؤثر على ارتفاع تكاليف التشغيل وقد تؤثر على حركة القدوم والانتقال بين المحافظات.
السياحة الشعبية في الساحل السوري:
وبين المنتجعات والشاليهات التي تحلّق بأسعارها عالياً بعيداً عن إمكانيات أصحاب الدخل المحدود، توفّر السياحة الشعبية في الساحل السوري الحل الأنسب لمعظم شرائح المجتمع من باب “جود بالموجود”، حيث تبلغ تكلفة الإقامة لليلة واحدة في الشاليهات الخشبية في لابلاج في وادي قنديل باللاذقية وشاطئ الكرنك في طرطوس 100 ألف ل.س، ناهيك عن الشواطئ المفتوحة التي تتقاضى من روادها رسم دخول بقيمة 3000 ل.س فقط مقابل السباحة والاستفادة من الخدمات المقدمة من حمامات وألعاب أطفال.
وقال مدير عام الشركة السورية للسياحة والنقل المهندس فايز منصور لـ”أثر”: إن نسبة الإشغال في لابلاج والكرنك 100% خلال عيد الأضحى المبارك، معتبراً أن نسبة الإشغال جيدة حتى خلال فترة الامتحانات نظراً للإقبال عليها باعتبار أن أسعارها تناسب معظم شرائح المجتمع، ناهيك عن جودة الخدمات المقدمة.
وأكد منصور القيام ببعض أعمال الصيانة لمنشآتهم قبل حلول فصل الصيف، مدللاً بفندق وشاليهات لا بلاج في وادي قنديل، شاطئ الرمل الجنوبي في مدينة اللاذقية، شاطئ الكرنك في طرطوس.
وبيّن منصور أنه يجري حالياً العمل على التوسع في لا بلاج من خلال إضافة 21 شاليه بجانب بناء فندق لا بلاج الذي تم افتتاحه العام الماضي ويضم 29 شاليهاً، كما يتم التوسع في شاطئ الكرنك في طرطوس من خلال إقامة 35 شاليه جديداً في القسم الشرقي من شاطئ الكرنك، إلى جانب 33 شاليه موجودين في القسم الغربي من الشاطئ. مؤكداً أنه سيتم افتتاح الشاليهات الجديدة في تموز المقبل.
تنظيم رحلات إلى الساحل السوري:
وفيما يتعلق ببولمانات “الكرنك” العائدة للشركة السورية للسياحة والنقل، بيّن منصور أنه يتم تنظيم رحلات من المحافظات إلى اللاذقية وطرطوس، وقريباً سيتم تسيير بولمان ينقل المصطافين من مركز انطلاق البولمان في مدينة اللاذقية إلى وادي قنديل.
وأشار منصور إلى أن زيادة الإقبال على شاليهات لابلاج في وادي قنديل دفع الشركة السورية للنقل والسياحة للقيام بأعمال التوسع ببناء شاليهات جديدة لزيادة استيعاب أكبر عدد ممكن من الزوار، لافتاً إلى أن أسعار الإقامة مدروسة وتناسب معظم شرائح المجتمع، إذ تبدأ تكلفة الإقامة لليلة واحدة في شاليه يتسع لأربعة أشخاص بـ 100 ألف لتصل إلى 300 ألف ل.س، بحسب مساحة الشاليه وعدد الأشخاص والخدمات المقدمة، مشيراً إلى أن الكهرباء متوفرة على مدار الساعة، لكن التكييف ليس متوفراً بشكل دائم نظراً لاعتمادهم على الطاقة البديلة، مؤكداً أن تكاليف التشغيل عالية، وأن مشاريع الشركة خدمية وليست ربحية، وأن الشركة تعمل على تحصيل كلف التشغيل.
باسل يوسف – اللاذقية
صفاء علي – طرطوس