رضا زيدان|| خاص أثر
مساء الرابع من هذا الشهر قفزت السعودية مراتب عدة بعد سنين من الترهل حيث توعد ولي العهد بالقضاء على التطرف والسماح بقيادة المرأة ومشاركتها في الملاعب وفي مدينة “نيوم”، لكن الاعتقالات التي حصلت في المملكة يوم السبت الماضي تدل على انفراد ولي العهد بأمور مستقبل البلاد، فبهذه الاعتقالات أراد بن سلمان السيطرة على ثلاثية السلطة والمال والإعلام في السعودية.
وقد كشف الكاتب ديفد هيرست مدير تحرير موقع “ميدل إيست أي” نقلاً عن مصادر قال إنها موثوقة، أن “إلقاء القبض على الأمير الوليد بن طلال جاء بسبب رفضه الاستثمار في مشروع “نيوم” المدينة الضخمة التي أعلن محمد بن سلمان أنه بصدد إنشائها، إلا أن الوليد بن طلال كان أيضاً قد تصادم مع ابن عمه حينما طالب علانية بإخلاء سبيل محمد بن نايف من الإقامة الجبرية المفروضة عليه”.
لذلك هناك أشخاص يعتمد عليهم بن سلمان لتوطيد حكمه، دعونا نتعرف على “السلمانيون الجدد” الذين يعتمد عليهم ولي العهد في إدارته الجديدة لأمور المملكة:
الشخصية الأولى: خالد بن سلمان، الشقيق الأصغر لمحمد بن سلمان، درس في هارفارد ومارس الطيران الحربي وهو السفير العاشر للسعودية لدى واشنطن عُين في منصبه بشهر نيسان عام 2017 وعمره نحو 29 عاماً.
الشخصية الثانية: تركي بن سلمان شقيق محمد بن سلمان الأصغر منه، رجل أعمال ومؤسس صندوق استثمار “ثروات”، عُيّن في عام 2013 رئيساً لمجموعة “السعودية للأبحاث والتسويق” من منشوراتها “جريدة الشرق الأوسط والمجلة”، وعمره نحو 30 عاماً.
الشخصية الثالثة: فيصل بن سلمان الابن الأكبر غير الشقيق لمحمد بن سلمان أمير المدينة المنورة منذ 2013، رأس قبلها مجموعة “السعودية للأبحاث والتسويق”، وعمره 47 عاماً.
الشخصية الرابعة: عبد العزيز بن سلمان الأخ الأكبر غير الشقيق لمحمد بن سلمان، عُيّن في نيسان 2017 وزير الدولة لشؤون الطاقة.
أما الأشخاص المثقفون الذين يمثلون طبقة النخبة ويعتمد عليهم ولي العهد بشكل كبير هم:
– سعود القحطاني وهو المستشار الإعلامي في البلاط الملكي، ويعتبر الآن مهندس الحملات الإعلامية لـ “لنظام الجديد” عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
– خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروات المعدنية، وهو صاحب فكرة خصخصة “أرامكو”؛ وهي من أكبر شركات النفط في العالم كانت لأمريكا وبعدها أخذتها السعودية.
– اللواء الركن أحمد العسيري وهو المستشار العسكري لمحمد بن سلمان، وهو المتحدث باسم “عاصفة الحزم”.
– عبد العزيز الهويريني رئيس جهاز أمن الدولة، كان مقرباً من محمد بن نايف لكنت تأقلم مع محمد بن سلمان بتوجيهات أمريكية، ويذكر أنه حاصل على جائزة “جورج تنيت” من “سي أي أيه”.
– ياسر الرميان المستشار المالي لمحمد بن سلمان ويعتبر مرافقه شبه الدائم في رحلاته.
– أحمد العقيل رئيس الهيئة العامة للترفيه التي أنشأها بن سلمان عام 2016.
– تركي الدخيل مدير قناة العربية والمستشار الإعلامي للملك.
صحيفة “ميدل إيست آي” رأت بأن هجوم بن سلمان على أبناء عمومته لن يُنسَى أو يُغفَر في ظل الثقافة البدوية التي تسود المملكة، مضيفةً أن هذه الحملة ينظر لها في الثقافة البدوية على أنها إذلال علني لهم، فضلاً عن أن تجميد أصولهم كان بمثابة ضربة لشرفهم، الذي يتعين على أفراد أسرتهم المتبقين أن يثأروا له، فهل تتحول أحلام بن سلمان في تطوير المملكة إلى اغتيالات وانقلابات متتالية، أم أن “مشروع نيوم” سينجح ويبهر العالم؟