المتغيرات الميدانية المتسارعة على جبهة الجنوب السوري تثير اهتمام العديد من الأطراف، أهمهم “الجانب الإسرائيلي” والأردني، كما أن معركة الجنوب يبدو أنها بدأت ترسم ملامح مرحلة جديدة من العلاقات بين أمريكا وروسيا في سوريا، فمن الواضح أنه بعد التوترات التي شهدتها العلاقات بين موسكو وواشنطن، قرر الطرفان قبل بدء هذه المعركة إعادة ترتيب أوراق المرحلة القادمة من جديد، ما يثير العديد من التساؤلات حول مستقبل هذه المنطقة بشكل خاص وسوريا بشكل عام، وعن كيفية تعامل الأطراف الخارجية مع سوريا بعدها.
ركزت صحيفة “القدس العربي” على الجانب الأردني، حيث قالت:
“بكل حال يبدو أن الحكومة الأردنية مرتاحة إلى نتائج تدخلاتها المباشرة في التفاصيل عبر الروس. لكن الارتياب يتواصل بسبب عدم وجود ضمانات لضبط ايقاع الجيش النظامي السوري لاحقاً، الأمر الذي يستدعي الاستمرار في استراتيجية الترقب والاحتواء والصبر لأن دمشق اليوم مطالبة بأن تكشف عن نواياها الحقيقية تجاه الأردن بعد ما يسمى بالحسم العسكري في الجنوب”.
أما صحيفة “رأي اليوم” فتناولت “الجانب الإسرائيلي” وتخوفاته مما يحدث فقالت:
“الإسرائيليّون يريدون تهدئة جبهة قطاع غزة من خلال اتفاق طويل الأجل، للتفرُّغ لجبهة الشمال الأخطر لأنها لا تستطيع دخول الحرب على هاتين الجبهتين معاً، وهذا ما يفسر الحديث المكثف هذه الأيام عن “سلام اقتصادي” في القطاع.. النقطة الأهم على جدول أعمال مباحثات نتنياهو “المذعور” مع مضيفه الرئيس بوتين الأربعاء المقبِل ولأن العادة قد جرت أن يتقدم نتنياهو بقائمة من الطَّلبات”.
وبدورها نقلت صحيفة “سفوبوديانا بريسا” الروسية عن أستاذ العلوم السياسية بمعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، ميخائيل ألكسندروف:
“نرى أن هناك ضرورة في انسحاب القوات السورية من المنطقة المتاخمة لحدود إسرائيل في الجولان، وليس من جميع أراضي سوريا، ويمكن تعيين حدود هذه المنطقة بدقة، مقابل انسحاب الولايات المتحدة من قاعدة التنف”.
معركة الجنوب السوري كانت مفصلية بجميع مراحلها، خصوصاً بعدما اعترفت “جبهة النصرة” لصحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية والتي أكدت فيها أن معركة درعا أنهت ماوصفته بـ “الثورة السورية”، ما يبدو أن الحرب إن لم تكن قد انتهت فهي انتقلت إلى مرحلة جديدة أكدت أن السياسة لاتنفصل عن الميدان، ما يفرض على المجتمع الدولي احترام سيادة الدولة السورية، إضافة إلى تفعيل الأهمية الاقتصادية لسوريا من خلال المعابر الدولية التي تمت إستعادتها السلطات السورية.