تشهد السوق الموازية في سورية حالة من عدم الاستقرار في سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية، بالتوازي مع حالة عدم استقرار مماثلة في الدول المجاورة، حيث لفت رئيس هيئة الأوراق والأسواق المالية عابد فضلية، إلى بعض العوامل التي تؤثر في سعر الدولار في السوق السوداء.
وصرّح فضيلة لوكالة “سبوتنيك” بأن من بين هذه العوامل، العامل النفسي كالخوف أو التفاؤل بالمستقبل القريب و”سلوك القطيع” حيث يقوم شخص بتقليد الآخر.
كما لفت فضلية إلى أن من المؤثرات الأخيرة لارتفاع الدولار الأسود أيضاً ظهور بوادر أزمة قطع في لبنان وإشاعات إفلاس، إضافةً إلى الأحاديث عن مخاطر عدم إمكانية سحب ودائع السوريين من المصارف اللبنانية، حيث أدى ذلك كله إلى التسارع في طلب القطع من جهة وقلة عرضه من جهة أخرى، فلم يقتصر موضوع شح الدولار على سورية بل طال أيضاً كافة دول الجوار.
وبيّن فضلية أن سعر الدولار في السوق السوداء يتم تحديده بموجب عوامل العرض والطلب، وهذه بدورها تتأثر بالوضع الاقتصادي العام والعسكري والأمني والمناخ السياسي والتوقعات الاستثمارية والأمنية المستقبلية.
وقبل يومين كشفت مجموعة من الخبراء الاقتصاديين السوريين أن الأسباب الأساسية التي تؤثر على سعر صرف الدولار، يأتي في مقدمتها المضاربات، والطلب على القطع الأجنبي وإجازات الاستيراد، إضافةً إلى الضغط السياسي والاقتصادي على سورية.
وارتفع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية في السوق الموازية مساء الأحد الماضي إلى 700 ليرة سورية، قبل أن ينخفض خلال ساعات أكثر من 40 ليرة للدولار الواحد، ويستقر حالياً عند قرابة 600 ليرة، ويعد هذا الارتفاع الأعلى في تاريخ سورية حيث كان أعلى سعر له في 2016 وبلغ حينها 650 ليرة، قبل تدخل المصرف المركزي وضخ كميات كبيرة من الدولار بشكل شبه يومي وطرحها للبيع المباشر للمواطنين.
وكانت الحكومة السورية قد اجتمعت الاثنين الفائت، بشكل استثنائي لاتخاذ إجراءات وخطوات مباشرة لتوفير السلع والحاجات الأساسية بأسعار مخفضة للمواطنين ووضع آلية للتأثير الفعال تواكب المتغيرات في الأسواق وضبطها، وأكد وقتها وزير التجارة الداخلية أن الحرب على الليرة تدار من الخارج واستغلها عدد من التجار.