اتخذ الجانب العراقي على حدوده مع سوريا، إجراءات أمنية مشددة، تمثلت ببناء جدار عازل وإطلاق عملية عسكرية ضخمة بحثاً عن جيوب “داعش”، حيث يشير خبراء عسكريون إلى أنه بعد حادثة الهجوم على سجن الصناعة في الحسكة من قبل مسلحس “داعش”، لا يزال الجانب العراقي متخوف من هجوم مماثل وبالتالي هروب مسلحي التنظيم باتجاه العراق.
وفي هذا الصدد، قررت السلطات الأمنية العراقية تحصين حدودها المشتركة مع سوريا بجدار على ارتفاع يزيد عن 3 أمتار وبطول يمتد مسافة 10كم ضمن الحدود الإدارة لمحافظة نينوى على الحدود السورية، وفقاً لما نقلته قناة “الحرة” الأمريكية.
وكذلك عززت السلطات المختصة الأجهزة الأمنية المعنية بحماية أمن الحدود بكاميرات حرارية وأبراج مراقبة وأسلاك شائكة بهدف الحد من حالات التسلل.
وتعقیباً على القرار الأمريكي ببناء هذا الجدار، نقلت صحيفة “نيزافيتسيا غازيتا” الروسية عن الخبير العسكري يوري ليامين، قوله: “انطلاقاً من حقيقة أن العراق بصدد بناء جدار على مقطع من الحدود السورية مع محافظة نينوى العراقية، فإن بغداد الرسمية هي الأكثر قلقاً بشأن مشكلة آلاف المسلحين وعائلاتهم الذين تم أسرهم من قبل الأمريكيين والأكراد السوريين وهم قيد الاعتقال في سجون ومعسكرات في مناطق شمال شرقي سوريا التي يسيطر عليها الأكراد”.
وفي سياق متصل، نقلت وكالة “المعلومة” العراقية عن قائد عمليات الأنبار في “الحشد الشعبي” قاسم مصلح قوله في بيان: “إن قواتنا انطلقت بعملية أمنية من ثلاثة محاور رئيسة وبأربعة ألوية من القيادة هي 13-17-18-19 من الحشد الشعبي، إضافة لفوج درع القائم و”الحشد” في محافظة الأنبار وبإسناد مديريات هيئة الحشد”.
وأوضح مصلح أن العملية تستهدف المناطق الرخوة أمنياً بالاشتراك مع الجيش العراقي وبإسناد من طيران الجيش.
وأشار إلى أن العملية تعد من العمليات الأمنية الكبرى التي يقوم بها “الحشد الشعبي” منذ عمليات الانتصار على فلول “داعش” الإرهابي بهدف استتباب الأمن وتجفيف منابع الإرهاب وإحكام السيطرة على الحدود العراقية – السورية.
يشار إلى أنه في كانون الثاني الفائت شهد سجن “غويران” في الحسكة هجوماً عنيفاً من قبل مسلحي “داعش” واندلعت اشتباكات بين مسلحي التنظيم و”قسد” وتم خلالها الكشف عن العديد من التفاصيل المتعلقة بتهاون “قسد” على حواجزها والتعاون مع مسلحي التنظيم، وبعد الإعلان عن استعادة السيطرة على السجن، انتشرت العديد من التقارير التي تؤكد أن الخطر لم ينته، حيث نشرت حينها صحيفة “واشنطن بوست” تقريراً قالت فيه: “هذا أحد أعراض القوة التي كانت داعش تبنيها لنفسها على مدار العام ونصف العام الماضيين، وقالت قوات سوريا الديمقراطية في بيانات عامة إن الهجوم كان مدبراً لما يصل إلى ستة أشهر، ولم يتضح كيف عُرف ذلك أو لماذا لم يتم إحباط الهجوم”، وأضافت الصحيفة أن “نمو المجموعة استمر لفترة طويلة بما يكفي لدرجة أنهم واثقون بدرجة كافية في قدرتهم على شن هجمات أكثر تعقيداً”.