خاص || أثر برس رغم اقترب موعد حلول عيد الأضحى المبارك إلا أن الحركة في أسواق مدينة اللاذقية لا تزال اعتيادية في ظل إقبال خجول من المواطنين الذين يمسكون بما تبقى من رواتبهم ليشتروا به الحاجات الضرورية جداً في ظل الارتفاع الخيالي بأسعار الألبسة والأحذية، ناهيك عن أن قدوم العيد جاء مترافقاً مع بدء التحضير للعام الدراسي وموسم “المونة” ما يضاعف الأعباء المادية على الأهالي ويدفعهم لشد الأحزمة وتنظيم موازنة اقتصادية عائلية تكفيهم للتصدي لكل ما سلف.
في جولة على عدد من أسواق اللاذقية، أكثر ما يلفت الانتباه أن أغلبية المارة يكتفون بالوقوف أمام واجهات محلات الألبسة أو الأحذية لرؤية آخر “الموديلات” وجديد العيد مع استراق النظر إلى الأسعار التي تدفعهم إلى غض البصر والمضي باتجاه محل آخر.
عدد كبير من المواطنين أشاروا إلى أن ضعف السيولة وقلة الإمكانيات وراء انكماش أسواق اللاذقية، فبعضهم أكدوا أنهم لن يشتروا ملابس لعيد الأضحى وسيكتفون بملابس عيد الفطر، فيما أكد آخرون أنهم لم يستطيعوا الشراء في أي من العيدين بسبب ارتفاع الأسعار وأصبح الوقت ضيقاً بسبب قرب العام الدراسي الجديد وشراء ملابس ومستلزمات الدراسة التي أوشكت على البدء أهم بكثير من ملابس العيد.
ريم “طالبة جامعية” قالت لمراسل موقع “أثر برس”: “لا استطيع أن اشتري الملابس باستمرار بسبب ارتفاع أسعارها بشكل مبالغ فيه جداً بالنسبة إلى نوعية القماش المصنوعة منه”، مضيفة: “عندما يدخل الزبون إلى أي محل لشراء الألبسة (يحلف) له البائع أن مصدر القماش مستورد بقوله: غسيل وكوي وما بيتغير لونها”.
وتتابع ريم: “رغم أنك تدفع ثمن باهظ بالقطعة إلا انه بعد غسلها مرتين يتغير لونها”.
بدورها قالت أم سامي “موظفة”: إن “سوق البالة التي كان من الممكن أن تشتري منها ملابس بأقل الأسعار ارتفعت إلى الضعف”، مشيرة إلى أن محلات الملابس والإكسسوارات أصبحت للفرجة فقط.
وأضافت : “ميزة أسواق اللاذقية خلال فترة الأعياد هي غلاء الأسعار وتفاوتها بشكل كبير بين محل وآخر، حيث تشهد أسواق الألبسة وخاصة الأطفال منها ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار التي لا تناسب دخلنا المحدود”.
ازدهار حسن ربة منزل وأم لثلاثة أطفال في المدرسة، تقول: “لم نتمكن من شراء ملابس جديدة للأطفال في عيد الأضحى بسبب ارتفاع الأسعار”، مضيفة: “ولو اشترينا ملابس العيد لن نتمكن من شراء ملابس المدارس لذلك سأكتفي بالملابس التي اشتريناها، خاصة أن أطفالي يحتاجون ملابس جديدة للمدرسة، وهذا ما لن تتحمله ميزانية هذا الشهر”.
عامر صاحب أحد المحال في شارع الجمهورية قال لـ “أثر برس“: “الحركة خجولة في الأسواق والأسعار متفاوتة حسب نوعية البضاعة والمصدر والإنتاج وهي تلائم كافة شرائح المستهلكين فهناك الرخيص والمتوسط والغالي وعلى المواطن أن يختار السوق والمحل والبسطة”.
وعزا عامر السبب في ارتفاع بعض أسعار الألبسة لنوعية القماش والمواد الأولية الداخلة في صناعته وارتفاع تكاليف الإنتاج وأجور النقل وبعض المصاريف الأخرى”.
من سوق الألبسة إلى سوق اللحم، مشهد الركود يعيد إنتاج نفسه و”الحال من بعضو”، فارتفاع أسعار لحم الخاروف والعجل تدريجياً مع اقتراب العيد أدى إلى عزوف الكثيرين عن التضحية بالعيد، إذ قال أبو إبراهيم أحد الجزارين لـ”أثر برس”: “سعر الخاروف حالياً يتراوح ما بين 80 إلى 120 ألف ليرة سورية، بل و يتجاوز عتبة الـ 120 ألف عشية ليلة العيد، في حين يتجاوز سعر أضحية العجل 500 ألف ليرة سورية”.
بدوره أكد شادي جزار آخر في السوق أن عدد كبير من الأهالي لن يضحّي بالعيد لأن الأسعار مرتفعة جداً, مشيراً إلى أن العام الماضي شهد إقبالاً على شراء الأضاحي أكثر من العام الجاري.
وعن السبب وراء ارتفاع الأسعار، قال أبو علي: “لا يوجد في اللاذقية رؤوس حيوانية وعليه فإننا نقوم بجلبها من حماة، والسبب في ارتفاع سعر كيلو لحم الخاروف هو تكاليف أجور النقل التي تضاف إلى سعر الخاروف”، مؤكداً أنه يقوم بشراء الخراف من التجار وهؤلاء هم من يتحكمون بالسعر حسب العرض والطلب.
بدوره، قال المهندس إياد جديد مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في محافظة اللاذقية لموقع “أثر برس”: “لم تشهد أسعار الخضار والفواكه أي ارتفاع مع اقتراب العيد كما بقيت أسعار الفروج مستقرة”، مشيراً إلى أن العرض والطلب يلعبان الدور الأكبر في أسعار المواد فعندما يقل العرض ترتفع الأسعار ويزداد الطلب وبالعكس.
وحول ارتفاع أسعار الأضاحي، أكد جديد أن أسعارها مرتفعة من قبل، عازياً السبب وراء ذلك إلى زيادة الطلب عليها مع حلول العيد، ناهيك عن أن المواشي تصل إلى اللاذقية بسعر مرتفع باعتبار أنها تجلب إما من حماة أو من ريف حمص وما يترتب على ذلك من أجور نقل تضاف إلى سعر كيلو الخاروف و العجل.
وبخصوص ما يتعلق بشكوى المواطنين من الارتفاع الكبير والتفاوت في أسعار الألبسة، قال جديد: “أسعار الألبسة مرتفعة قبل اقتراب موعد العيد، إذ ترتبط الأسعار بالمادة المستوردة وتصنيفها ونوع الخيط الداخل في تصنيعها”، مبيناً أن الألبسة تسعّر وفق بيانات كلفة المادة من المعامل التي تقوم بتصنيعها والتي تتواجد أغلبها في دمشق وحلب، بالإضافة إلى أن ارتفاع أسعار الدولار أدى لخلخلة بالأسعار لبعض المواد وخاصة المستوردة ما أدى لارتفاع أسعار بعضها بشكل طفيف.
وأوضح جديد أن هناك تجار يقومون بوضع علامة تجارية مزورة على بعض أنواع الألبسة لغش المستهلك وبيعه إياها على أنها صناعة تركية مع العلم أنها صناعة محلية.
وأكد جديد انه تم تكثيف الدوريات على كافة أسواق المحافظة لضبط الإعلان عن الأسعار وتداول الفواتير وتقديم الكلف والوثائق اللازمة لإعداد كلف المواد المستوردة ومتابعة أسعار المواد بالأسواق ومنع التلاعب بأي مادة ورفع سعرها دون مبرر.
وختم جديد كلامه مؤكداً أن دوريات حماية المستهلك ستناوب على مدار الساعة طيلة أيام عطلة العيد لتشديد الرقابة التموينية على كل الفعاليات التجارية والمواد التموينية في المحلات، داعياً المواطنين للتعاون مع مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك من خلال الإبلاغ عن أي مخالفة أو أي حالة غش يتعرض لها أي مواطن وذلك بالاتصال على رقم الشكاوى 119.
باسل يوسف – اللاذقية