أثر برس

لم تعد تُصنع في دير الزور وبعضها يباع بمليونين.. من يرتدي الفراء اليوم؟

by Athr Press G

خاص || أثر برس تعتبر صناعة “الفراء” ومحال بيعها في دير الزور من أكثر المهن شهرة قبيل اندلاع الحرب، وخاصة ما يُعرف بـ”سوق الظلام” أو “الأظلم” أحد أسواق المدينة القديمة، والذي كان الوجهة الرئيسية لشراء الفرو، بينما اليوم لم تعد هناك محال لتصنيعها في المحافظة، ليقتصر الأمر على جلبها من المحافظات الأخرى لاسيما حلب وحماة.

أشهر  عوائل دير الزور التي تعمل بالفراء:

يُشير الباحث التاريخي غسان رمضان في حديث لـ”أثر” إلى أن صناعة “الفراء” كانت من أهم الصناعات التي تشتهر بها المحافظة، وتعمل بها عائلات عدة هي: “آل الحرش” الأقدم في تصنيعها، كذلك “آل خرابة”، و”آل عطالله” و”محمد سعيد البعاج” و”أحمد العوض” و”جاسم العبدالله” و”علي الحاج سليمان”.

وتابع: “هي مهنة يدوية قديمة، ولا يزال هناك من يرتدي “الفراء” ويُحافظ عليه زياً شعبياً يرتبط بفصل الشتاء، يمنح الدفء، وتختلف نوعيتها بحسب من يرتديها إذ لها أنواع عدة، فتجد ما يصنع من جلد الخراف الصغيرة ويسمى (الطلياني)، وجاءت التسميّة من (الطلي) أي الخروف الصغير حسب لهجة أهالي دير الزور، وسعرها مُرتفع”.

ويضيف: “هناك فروة (الجباشي)، والتسمية جاءت من “الكباش” حيث تُلفظ الكاف في لهجتنا كالجيم، كذلك هناك فراء من الجلد الصناعي وهذه تم بدء العمل بها منذ 15 عاماً”.

يلبس “الفراء” الرجال والنساء، لاسيما في الريف، وإذ تأتي للرجال طويلة تُغطي الجسم ويلتفون بها، فإنها للنساء تكون قصيرة وتُسمى “إبطيّة”، لكن لا تدخل بصناعتها الجلود، فقط داخلها من صوف الأغنام، بحسب الباحث رمضان.

طريقة الصنع:

بائع الفراء علي ذيب الحرش

بائع الفراء علي ذيب الحرش

“علي ذيب الحرش” أحد أرباب صناعة “الفراء” ورث المهنة عن أبيه، يُشير في حديثه لـ”أثر” إلى أن ارتباط عائلته بصناعتها يمتد لقرابة 150 عاماً، وعن طريقة صناعتها يقول: “كانت جلود الأغنام  تُشترى من الجزارين، ويغسلها صانعو الفراء على ضفة نهر الفرات، وتحديداً تحت جسر فرع النهر الصغير بدير الزور، وبعد غسل الجلود وأخذها إلى محل التصنيع،  تُوضع فوقها كمية من الملح لتبقى فترة من الزمن حتى تجف تحت أشعة الشمس، ثم في المرحلة الثانية تُوضع عليها (الشبّة) للتعقيم كما أنها تعطي الجلد الليونة والنعومة، يلي ذلك وضع اللبن الرائب  فوق جلود الأغنام من (خراف وكباش وأبقار) وتُعرض للهواء، وكل هذه الأعمال تُسمى (التيمرة) وتكون في بداية فصل الصيف”.

ويتابع: “عند جفاف الجلود نهاية فصل الصيف تبدأ عملية البشر (أي بشر الجلد بآلة حادة تشبه المنجل) حيث تزال جميع الأوساخ العالقة وكذلك بقايا (الشبّة) واللبن الرائب، ثم تتم عملية تجهيز الفراء”أو ماي ُطلق عليها بلهجتنا الفروة”.

يلفت “الحرش” إلى أن صناعة “الفراء” تعتمد من حيث الجودة على جلود الأغنام الصغيرة في العمر، فكلما كان جلد الخروف صغيراً (طلي) كلما زاد سعر الفروة، وهي تُعد من النخب الأول وكلما كان عمرها كبيراً قلّ ثمنها، مشيراً إلى أنّ سعر القطعة من فراء “الطلياني” يصل إلى 2.5 مليون ليرة، بعده “الجباشي” بسعر يتراوح بين 1 – 1.5 مليون، في حين يبدأ سعر الفراء الطبيعي من 200 – 600 ألف ليرة .

كما يؤكد “الحرش” أن جلود الأبقار أيضاً تُستخدم في صنعها، فالنوع الجيد من الفراء يستهلك تجهيزه ما بين 25 – 30 قطعة، وتأخذ أشكالاً عدة عند تطريزها عمودياً وأفقياً،

“الحرش” البالغ من العمر 80 عاماً أشار إلى أنّ الدمار طال محال صناعة “الفراء” في أسواق دير الزور القديمة، فيما يقتصر عمله الآن على بيعها في زاوية من محل اتخذه في حي “القصور”، مبيناً أن تصنيعها بات يقتصر على المناطق الخارجة عن السيطرة، وفي الغالب تُجلب من هناك أو من محافظتي حلب وحماة.

عثمان الخلف  – دير الزور

اقرأ أيضاً