خاص || أثر برس تسري حالة من الهدوء الحذر في مدينة القامشلي منذ ليل أمس بعد التوصل لاتفاق وقف لإطلاق النار بوساطة روسية من شأنها أن تعيد تثبيت الهدوء في المدينة بشكل دائم إذا ما تم الوصول لمرحلة تطبيق بنود الاتفاق الذي تصر فيه “قوات سوريا الديمقراطية”، على انسحاب “الدفاع الوطني” من الأحياء الجنوبية في المدينة (حارة طي – حلكو)، وتسليم نقاطه لـ “الشرطة المدنية”، الأمر الذي سيتوازى مع دور أكبر للجانب الروسي خلال المرحلة القادمة لمراقبة وقف إطلاق النار وتسيير دوريات في الحي لتجنب أي توتر جديد.
بحسب المعلومات التي حصل عليها “أثر برس” فمن المتوقع أن يتم تطبيق بنود الاتفاق خلال ساعات هذا النهار بما ينهي أزمة “حارة طي” الإنسانية، إذ يعد أفقر أحياء القامشلي، وقد تسبب القصف العنيف من قبل “قسد” بالرشاشات الثقيلة ومدفعية الهاون بنزوح أغلب سكانه نحو حيي “الزهور – حلكو”، إضافة لأضرار مادية كبيرة في البنية العمرانية للحي، ومع صعوبة تأمين احتياجات هؤلاء من قبل الجمعيات الخيرية وغياب كامل للمنظمات الدولية عن الحدث بضغط من “قسد”، بات الوضع اقرب للكارثي.
تشير المعلومات أيضاً إلى أن الحدث جاء مفاجئاً في التنفيذ من قبل “قسد”، وإن لم تكن تضع في حساباتها التأثير على مسار الانتخابات الرئاسية التي ستجري خلال شهر أيار، إذ تعاملت الدولة السورية بواقعية مع الحدث دون الذهاب نحو مواجهة واسعة أو طويلة الأمد، وأصل المشكلة أن “قسد” حاولت خطف القيادي في الدفاع الوطني “عبد الفتاح الليلو”، خلال توجهه لمشفى القامشلي الوطني، إلا أنه تمكن من قتل قائد عملية الخطف “خالد حاجي” وجرح أربعة من عناصره قبل أن يعود إلى داخل الحي، الامر الذي قابلته “قسد” بالتصعيد لاستغلال الفرصة والضغط على الدولة السورية لتفريغ الحي من أبناء العشائر الموالين للدولة السورية، وهؤلاء في حسابات “قسد”، يشكلون خطراً أمنياً على وجودها، ويعدون أعداء بالنسبة لها لكونهم رفضوا وجودها في حيهم.
تشير إحصائية حصل عليها “أثر برس”، إلى استشهاد 11 شخصاً في “حارة طي”، وجرح 33 آخرين خلال الأيام الماضية، كما تفيد المعلومات بمقتل 13 من عناصر “قسد”، وإصابة نحو 25 آخرين خلال الاشتباكات نقلوا إلى مشفى “فرمان”، الذي يعد المشفى الخاص بعناصر “قسد”، والتي استخدمت عناصر مما تسميه بـ “قوة التدخل السريع HAT”، قبل أن تستقدم مقاتلين من أصول عشائرية لتضعهم في مقدمة المواجهة.
تخوف قسد من توسع دائرة المواجهة دفعها نحو أخذ إجراءات أمنية في حي “غويران” بمدينة الحسكة وإغلاق مداخله الشمالية والتشديد الأمني على بقية المداخل، إضافة لمحاولة التضييق على “حارة طي”، والقرى التي تسيطر عليها الدولة السورية من خلال التشديد الأمني على الحواجز المؤدية لها، الأمر الذي تقابله الدولة السورية بالكثير من الهدوء لتجنب الاستمرار بالتصعيد وحل الأزمة بأسرع وقت ممكن.
محمود عبد اللطيف – الحسكة