تسارعت المعطيات الميدانية في ريفي حمص وحماة لصالح القوات السورية على حساب تنظيم “داعش”، الذي بات محاصراً في بلدة عقيربات شرق مدينة السلمية، بعد عمليات عسكرية من ثلاثة محاور قطّعت المنطقة إلى ثلاثة جيوب، لا تتجاوز مساحة الواحد منها 250 كيلومتراً مربعاً.
وجاء هذا التقدم بثقل وترسانة عسكرية كبيرة وضعتها القوات السورية في معاركها ضد التنظيم، بعد اتفاقيات “تخفيف التوتر” التي جمدت الجبهات العسكرية الأخرى في بقية المحافظات السورية.
وبحسب خريطة السيطرة ينطلق المحور الأول للقوات السورية من مدينة السخنة بريف حمص الشرقي، والتي سيطرت عليها مطلع آب الجاري، بينما يتركز المحور الثاني من ريف مدينة الرقة الجنوبي ووصلت فيه إلى حقل توينان والأكرم النفطين.
أما المحور الثالث فقد أطبق الحصار على التنظيم من خلاله في ريف حماة، ويمتد من ريف حلب الجنوبي وصولاً إلى ريف حمص الشرقي.
تواصل التنظيم مقطوع عن دير الزور
وذكرت مصادر ميدانية أن القوات السورية بالتعاون مع قوات حليفة لها، أطبقت الحصار على مجموعة كبيرة من تنظيم “داعش” في بلدة عقيربات.
ولم توضح وكالة “أعماق”، الناطقة باسم تنظيم “داعش”، مجريات المعارك في المنطقة، إلا أنها استمرت في بث أخبارٍ بطابع نفسي لرفع معنويات مسلحي “داعش” كالقيام بهجمات معاكسة لاسترداد ما خسر.
وتخوض القوات السورية معارك منذ أشهر في المنطقة، ومنحتها السيطرة على السخنة حظوظاً أكبر في تمكين المحور الغربي عند عقدة (الشولا) نحو مفرق عقيربات وحصار البلدة.
وبإحكام الحصار على التنظيم، قُطع أي تواصل بين قواته شرقاً في دير الزور، وغرباً في جيب عقيربات وحدود السلمية.
وتضع القوات السورية جبال البلعاس نصب أعينها في ريفي حماة وحمص، ما يُدخل التنظيم في وضع حرج.
وجاء التقدم المتسارع بعد تجاوز 21 كيلومتراً باتجاه قرى خربة مكمان وبلدة الكدير جنوب الرقة، إلى جانب مسافة 12 كيلومتراً جنوب شرق المدينة بعد السيطرة على بير الرحوم، وذلك بعد عملية إنزال جوي ليلي لأول مرة، مساء الجمعة 18 آب، بعمق 20 كيلومتراً خلف خطوط تنظيم “داعش” على الحدود الإدارية بين الرقة وحمص.
الجغرافيا تحاصر التنظيم
وتخضع منطقة عقيربات في ريف حماة الشرقي لسيطرة تنظيم “داعش” منذ عام 2014، وتقع في العمق السوري، وتمتد من الريف الشرقي لمدينة السلمية وصولاً إلى الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، وتحاذي منطقة “البلعاس” الخاضعة للتنظيم أيضاً في ريف حمص من المحور الجنوبي.
وشكّلت منطلقاً لهجمات التنظيم باتجاه بلدات منطقة السلمية منذ عام 2014، وكان أكثر الأحداث دموية الهجوم المباغت على بلدة المبعوجة مطلع نيسان 2015، وخلّف ما لا يقل عن 60 ضحية وعشرات الجرحى، عدا عن أسرى ومفقودين.
وتكررت الحادثة بعد عامين، وتحديداً في 18 أيار الماضي، حين هاجم التنظيم قرية عقارب الصافية ونفذ مجزرة أودت بحياة نحو 60 ضحية أيضاً.
وتعود أهميتها الاستراتيجية لكونها شكّلت نقطة التقاء جغرافي بمناطق التنظيم في محافظات حلب والرقة وحمص، كما تعتبر المتنفس الوحيد لتنظيم “داعش” في المنطقة.