تمكنت القوات السورية وحلفائها اليوم من إحكام السيطرة على كامل المنطقة الخاضعة لسيطرة لتنظيم “داعش” غرب نهر الفرات في ريف دير الزور.
وجاء ذلك ضمن عملية عسكرية واسعة انطلقت من مواقع القوات السورية في محيط مدينة الميادين، وأسفرت عن استعادة السيطرة على قرى (الرمادي، المسلخة، الجلاء، القطعة، البرهام، السلام، حسرات، البقعان) بريف دير الزور الشرقي، لتلتقي بذلك القوات السوري مع حلفائها في شمال البوكمال، ولتصبح كامل المنطقة الواقعة غرب نهر الفرات تحت سيطرة القوات السورية.
حسب ما أكدت وسائل إعلام رسمية انهاء المعارك في المنطقة الغربية من نهر الفرات يضعنا أمام عدد من التساؤلات حول وجهة القوة العسكرية التي كانت متواجدة في تلك المنطقة، فهل ستواصل القوات السورية وحلفائها التقدم باتجاه الشمال متجاهلةً تحذيرات “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن بعدم الاقتراب إلى مناطق شمال الفرات التي تحوي معظم آبار النفط والغاز؟، أم أنها ستستثمر تلك القوة العسكرية لتعزيز عملياتها العسكرية في ريفي حماة وحلب؟ في حين تحدث مراقبون عن عملية عسكرية كبيرة في غوطة دمشق الشرقية لما لها من نتائج إيجابية كتجريد “المعارضة” من آهم أوراقها في المفاوضات، وانهاء الوجود العسكري المسلح في محيط العاصمة مما يؤدي إلى دفع العجلة الاقتصادية وبدء مشاريع الإعمار بشكل جدي.
يأتي ذلك التطور الاستراتيجي في وقت من شأنه تسريع الحديث عن المرحلة السياسية المقبلة أي بعد انتهاء وجود تنظيم “داعش”، في ظل تطور العلاقات الكردية – الروسية، حيث شهدت الأيام الماضية لقاءات بين “وحدات حماية الشعب الكردية” ومسؤولين عسكريين روس كان آخرها الاجتماع الذي جمع الطرفين في بلدة الصالحية شمالي دير الزور للإعلان الرسمي عن تعاون سابق ولاحق بينهما في ظل تصعيد تركي تجاه “وحدت حماية الشعب” وتحديد موعد لمعركة ضدها في عفرين شمال غرب سوريا.
تلك التطورات تعكس محاولات الجانب الروسي لإبعاد فكرة التصادم المباشر بين و”حدات حماية الشعب الكردية” ومختلف القوى سواء التركية أو حتى الايرانية بعد انتهاء تنظيم “داعش”، حيث يبدو أن الجانب الروسي يوقن بأنه لا يمكن اخراج الولايات المتحدة الأميركية خالية الوفاض من سوريا وتفكيك القوات المتحالفة معها بشكل كامل والمتمثلة بــ”وحدات حماية الشعب” لذلك يحاول إرضاء مصالح كل الأطراف للمحافظة على مصالحه التي يريد أن ينال منها نصيب الأسد.