أكد مسؤول عسكري أمريكي أن القواعد الأمريكية في سوريا تعرضت لأربعة استهدافات في الـ24 ساعة الفائتة، وكان آخر هذه الاستهدافات هجوم بطائرة مسيّرة استهدف القاعدة الأمريكية في حقل العمر النفطي بدير الزور.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول عسكري أمريكية (لم تكشف عن هويته) قوله: “إن القوات الأمريكية والدولية المتمركزة في شمال شرقي سوريا تعرضت للهجوم 4 مرات على الأقل في أقل من 24 ساعة”، مشيراً إلى أنه “تم استخدام مسيّرات وصواريخ في الهجمات”.
واشنطن تخشى توسّع الصراع:
بدأ التصعيد ضد القواعد الأمريكية في سوريا والعراق بتاريخ 18 تشرين الأول الفائت، نتيجة تصاعد حدة القصف “الإسرائيلي” على قطاع غزة، إذ أعلنت المقاومة الإسلامية العراقية حينها أنه نتيجة الدعم العسكري الأمريكي للكيان الإسرائيلي، فإن القواعد الأمريكية في سوريا والعراق ستكون هدفاً للهجمات، وفي آخر إحصائية كشف عنها البنتاغون فإن عدد الإصابات في صفوف القوات الأمريكية الموجودة في تلك القواعد وصل إلى 45 مصاباً.
ووسط هذا التصعيد ضد القواعد الأمريكية، تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى مواجهة هذه الهجمات ميدانياً وسياسياً.
وعلى الصعيد الميداني، أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن، رفض في الأسابيع الأخيرة خيارات القصف “الأكثر عدوانية” التي اقترحها البنتاغون، للرد على الهجمات التي تطال القواعد الأمريكية، وذلك خوفاً من إثارة صراع أوسع في المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن بايدن واجه انتقادات كبيرة من قبل الجمهوريين في الكونغرس الأمريكي، الذين عدوا أن “رد البيت الأبيض المحدود لم يؤد إلا إلى هجمات أكثر تكراراً وأكثر خطورة ضد القوات الأمريكية في المنطقة”.
وعلى الصعيد السياسي، وصل في الأسبوع الأول من تشرين الثاني الجاري وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في زيارة غير معلنة إلى العراق، والتقى فيها رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، كما زار السفارة الأمريكية، إذ تلقّى إحاطة أمنية تتعلق بالتهديد الذي تتعرض له المنشآت الأمريكية، وأكد في مؤتمر صحافي أنه أوضح أن الهجمات التي تشنها المقاومة العراقية ضد الأفراد الأمريكيين “غير مقبولة على الإطلاق”، وفق ما أكدته شبكة “CNN” الأمريكية.
المقاومة العراقية مستمرة:
حذر أمين عام حركة النجباء الشيخ أكرم الكعبي الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية بأن هناك كثيراً من المفاجآت لتي تملكها المقاومة الإسلامية في العراق، معلناً نجاح عملية استهداف مراكز “إسرائيلية” في الأراضي المحتلة في فلسطين وإصابة الهدف إصابة دقيقة.
وسبق أن أكد أمين عام كتائب سيد الشهداء، أبو آلاء الولائي، أنه لن يكون هناك وقف لعمليات المقاومة في العراق، إلّا بوقف الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة.
يشار إلى أن هذا التصعيد ضد القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، يترافق مع ضغط دولي على كل من الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الإسرائيلي لوقف التصعيد في غزة، إذ لفتت صحيفة “هآرتس” العبرية في تقرير إلى أنه “مع تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة وغضب الديمقراطيين التقدميين ضد الأعمال العسكرية الإسرائيلية، يدعو مزيد من المشرعين الرئيس جو بايدن إلى ممارسة مزيد من الضغط على إسرائيل”، بدورها أكدت مجلة “ذا إيكونومست الأمريكية” أن “تزايد الاستياء الدبلوماسي تجاه واشنطن بسبب موقفها الداعم لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع”.