دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي حيز التنفيذ فجر اليوم الأربعاء، تحديداً عند الساعة 4 بتوقيت بيروت.
ووفقاً لوسائل إعلام لبنانية، فإن اللبنانيين ومع الدقائق الأولى لدخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، بدؤوا بالعودة إلى بلداتهم في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت.
وتعليقاً على الاتفاق، قالت صحيفة “الأخبار” اللبنانية في أحد تقاريرها: “ما يجب أن يعلمه اللبنانيون اليوم، قبل أن تضيع الحقوق غداً في زواريب السياسة، أن العدو الإسرائيلي هو من أرسل – بداية – الأمريكيين إلى بيروت، طلباً للتفاوض، وكان المقترح التفاوضي الأول يهدف في الحقيقة إلى تطبيق القرار 1559، فأصبح مقترحاً يهدف إلى تطبيق 1701، نتيجة لبطولة المقاومين في الميدان وثباتهم الأسطوري، ولإرادة سياسية صلبة، خاضت المفاوضات بقوة وحكمة، كانت بدايتها في حرص الرئيس نبيه بري، بالتنسيق مع قيادة المقاومة، وثقة بقدرتها على الصمود والتكيّف، بجعل سقف التفاوض هو القرار 1701، والانخراط بالمفاوضات على هذا الأساس، وبينما كان الحديث بداية عن (ترتيب جديد في الشرق الأوسط)، ثم تغيير الواقع السياسي في لبنان، انتهى إلى مجرّد تطبيق القرار 1701”.
وكان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أعلن أمس الثلاثاء، أن “الكابينت” المصغّر وافق على اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان.
وأشارت وسائل إعلام “إسرائيلية” إلى أن الاتفاق يشمل “عدم قيام إسرائيل بأي عمل عسكري ضد لبنان، وستسحب قواتها بالتدريج من جنوبي (الخط الأزرق) في لبنان، خلال مدة تصل إلى 60 يوماً”، فضلاً عن أن الاتفاق يتضمّن أن “كلّاً من لبنان وإسرائيل يلتزمان قرار مجلس الأمن الدولي 1701″.
بدوره، الرئيس الأمريكي جو بايدن، أعلن أمس، أنّ لبنان و”إسرائيل” وافقا على مقترح وقف إطلاق النار، مؤكداً أنه لن يكون هناك جنود أميركيون في جنوب لبنان.
وقال بايدن: “منذ بداية الحرب على حزب الله فإن آلاف الاسرائيليين باتوا لاجئين”، مشيراً إلى أنّ الولايات المتحدة “تدعم سيادة لبنان الذي يمتلك ثقافات متعددة”.
وقبيل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بساعات، وسّع الاحتلال الإسرائيلي من عدوانه على لبنان، مستهدفاً العاصمة بيروت والضاحية الجنوبية لبيروت، والجنوب والبقاع.
من جانبها، المقاومة الإسلامية في لبنان (حزب الله) استهدفت معسكرات تدريب وقواعد عسكرية، وتصدت لقوات الاحتلال في جنوبي لبنان.
وكشف الحزب عن أن “أحد الأهداف العسكريّة الحساسة التي تم استهدافها بتاريخ 18-11-2024 في مدينة تل أبيب، كان مقر إقامة قائد سلاح الجو في جيش العدو الإسرائيلي اللواء تومار بار، حيث تم استهدافه بسربٍ من المُسيّرات الانقضاصية النوعيّة وسط فرض قيود مشدّدة من قبل الرقابة العسكرية الإسرائيلية على الحادثة”.
وأعلنت وزارة الصحة في لبنان عن ارتفاع عدد الضحايا منذ بدء العدوان إلى 3823 شهيداً و15859 جريحاً.
كما شنّ الاحتلال ليلاً غارات استهدفت مناطق ونقاطاً حدودية بين سوريا ولبنان، لا سيما معبري العريضة وجوسيه، مع الإشارة إلى أن الاحتلال كان قد استهدف أيضاً معبر المصنع في 4 تشرين الأول الفائت.
وبدأت محافظة ريف دمشق اليوم بأعمال إعادة تأهيل الطريق الدولي الواصل بين معبر جديدة يابوس والحدود اللبنانية وردم الحفر الناجمة عن العدوان الإسرائيلي عليه، بحسب وكالة “سانا” الرسمية.
تجدر الإشارة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ عمليته البرية جنوبي لبنان في الأول من تشرين الأول الفائت، وسط تأكيدات سابقة من وسائل إعلام عبرية بأن العملية لم تحقق أي من أهدافها المتعلقة بالسيطرة على قرى استراتيجيه بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي.