خاص ||أثر برس حصدت المسلسلات السورية التي عرضت في الموسم الرمضاني 2025، الكثير من التفاعل والأصداء الإيجابية، ومازالت حتى الآن تحت تقييم المشاهدين والنقاد، خاصة أنها تنوعت بين الدراما الاجتماعية، والكوميدية، وأعمال البيئة الشامية، والفانتازيا.
قراءة نقدية:
يرى الناقد الفني عامر فؤاد عامر، في حديثه مع “أثر” أن هذا الموسم شهد تنوعاً ملحوظاً في الدراما السورية، حيث قدمت مجموعة من الأعمال التي لاقت تبايناً في ردود الفعل بين الجمهور والنقاد.
ويرى أن مسلسل “البطل” نال إشادة واسعة حيث تم تصنيفه كأفضل عمل درامي لهذا الموسم، وتميّز بقصة متماسكة وأداء مهم وإخراج قوي، كما لاقى مسلسل “تحت سابع أرض” تفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، بفضل أداء النجم تيم حسن، وبرأيه هناك حرفة وإتقان في صناعة وتصدير هذا العمل.
وتابع: من الأعمال المميزة هذا الموسم أيضاً، كان “نسمات أيلول” الفسحة الكوميدية الخفيفة والتي قدمت بطريقة لافتة ضمن بيئة جميلة وألوان مشرقة وتمثيل محبوب.
وجاء مسلسل “ليالي روكسي” ليروي حكاية أول فيلم سوري صوّر في دمشق، ويعد من أعمال البيئة الشامية التي تشير لغنى هذه البيئة بالحكايات والأسرار، وفقاً لعامر.
وأضاف: ومن الأعمال التي لفتت الانتباه ولاقت استحسان المشاهدين مسلسل “قطع وريد” لكنه لم يحافظ على جمهوره بعد النصف الثاني من رمضان لضياع الحبكة الدرامية، وأيضاً مسلسل “بدم بارد” الذي جمع نجوم مميزين بأداء مهم ولافت كالنجم وائل شرف.
أما الأعمال مثل “السبع والعهد وبنات الباشا” فلم تلقَ المتابعة والاهتمام من الجمهور كما كان متوقع، بحسب رأيه.
الدراما الاجتماعية:
غلبت هذا الموسم الدراما الاجتماعية مقابل تراجع أعمال البيئة الشامية، وحول هذا أشار الناقد الفني “عامر” إلى أنه هناك شغف وجمهور يتجدد أمام الأعمال الدرامية الاجتماعية، وهذا ما لفت الانتباه في العام الماضي بعد عرض مسلسلي “أغمض عينيك وتاج”، برأيه من الجيد أن عدد أعمال البيئة الشامية تقلص.
وفسر ذلك بأن المتلقي المحلي على ملل من إنتاج هذه الأعمال، وهي موجهة أكثر للمتلقي العربي أكثر من السوري، في حين يمكن الإشادة بليالي روكسي لأنه من أعمال البيئة نفسها، لكنه استخدم منطق حكاية ومسرى للأحداث يختلف عما روجت إليه أعمال البيئة الشامية التي تعتمد على الخيال والبعد عن الواقع.
أعمال الكوميديا:
وعن حضور الأعمال الكوميدية بكثرة هذا الموسم، أكد عامر أن الدراما السورية اشتهرت بتميزها عبر الأعمال الكوميدية، وقد تغيبت التجربة الكوميدية في مواسم كثيرة سابقة، في حين جددت نفسها هذا الموسم عبر “نسمات أيلول، وما اختلفنا2 ، ويا أنا يا هي” وهذا أمر جيد ويدل على تحسن المزاج الإنتاجي العام لأعمال الدراما السورية، كما أن ردود فعل الجمهور كانت جيدة بين مع وضدّ كل تجربة من هذه التجارب وهو الحالة الصحية التي نريد.
واعتقد عامر أن الأعمال الكوميدية السورية تحتاج إلى الاستمرارية، لأن الكوميديا مشروع يحتاج المتابعة، وليس تجريب في عمل واحد وكفى.
احتياجات الدراما السورية:
وحول احتياجات الدراما السورية اليوم، يببن عامرأن هذا السؤال هو جوهر المشكلة التي تواجه الدراما السورية اليوم، خاصّة بعد ما كانت في زمن ما مدرسة يُحتذى بها عربيّاً.
وقال: الذي تحتاجه درامانا اليوم أولاً: تشخيص الواقع الحالي، فالنصوص تعاني من ضعف أو تكرار، إذّ أنّ الكثير من الأعمال تدور في نفس الدوائر (البيئة الشامية، الحرب، الفساد)، من غير تجديد حقيقي في الحبكة أو الشخصيات.
وأكمل: التسويق الضعيف والتوزيع المحدود: فالدراما السوريّة لا تصل لمنصّات قويّة بسهولة، وغالباً تعرض على قنوات محدودة أو في توقيتات غير مدروسة، كما أنّ التمويل والإنتاج منخفضان غالباً فينعكس هذا على جودة الصورة، الصوت، الديكور، وحتّى أجر الفنان، وهذا يؤثّر على العمل كلّه.
وتحتاج الدراما السورية اليوم إلى: كتّاب جدد ورشات كتابة محترفة، وأيضاً الدماء الجديدة مثل الأصوات الشابة، وورشات كتابة تُشرف على تطوير النصوص بحرفيّة، وليس اجتهادات فرديّة أو نجم يفرض النص، والتعاون مع شركات عربيةّ وخليجيّة أو منصّات رقميّة، بحسب عامر.
ولخص في ختام حديثه مع “أثر” أن الدراما السورية تحتاج الآن قيادة واعية، استثمار حقيقي، وجرأة في الطرح لتعود وتتصدر.
يشار إلى أن المسلسلات السورية بالموسم الرمضاني 2025، شهدت عرضاً واسعاً في القنوات والمنصات العربية، مثل قنوات مجموعة mbc ومنصة شاهد، عرضت مسلسلي البطل وتحت سابع أرض، ومسلسل “نسمات أيلول”، ومجموعة أبو ظبي إذ عرضت مسلسلي “تحت الأرض و ليالي روكسي”، وأيضاً القنوات اللبنانية التي عرضت “تحت سابع أرض” و”السبع”، أما القنوات العراقية التي عرضت أعمال البيئة الشامية مثل “العهد وبنات الباشا” ومسلسل “قطع وريد”.