أجرى وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال فيصل المقداد، أمس الأربعاء في القاهرة حواراً مفتوحاً، مع مجموعة من الإعلاميين والمفكرين والكتاب المصريين في مقر السفارة السورية في القاهرة، تمت مناقشة عدد من القضايا المتعلقة بالموقف السوري، وموقف دمشق ومواقفها إزاء تطورات الأوضاع في المنطقة.
وعلّق المقداد خلال الحوار على انسحاب الوفد السوري من قاعة اجتماع وزراء الخارجية العرب في مقر جامعة الدول العربية فور بدء وزير الخارجية التركي حقان فيدان كلمته، بقوله: “لن يكون هناك أي تعامل مع الجانب التركي إلا بعد الاستجابة لمطالبنا”، وفق ما نقله موقع “المصري اليوم”.
وأكد أنه “إذا أرادت تركيا أن تكون هناك خطوات جديدة في التعاون السوري- التركي وأن تعود العلاقات إلى طبيعتها، عليها أن تنسحب من الأراضي العربية التي احتلتها في شمال سوريا وغرب العراق”.
وبيّن المقداد أنه في “بداية القرن الحالي تم نسج علاقات استراتيجية مع تركيا لكي تكون الدولة التركية إلى جانب سوريا في نضال مشترك لتحرير الأراضي العربية المحتلة، لكن عملت تركيا لنشر جيشها في شمال الأراضي السورية وإقامة معسكراته في احتلال للأراضي العربية السورية”، مشيراً إلى أنه “يجب على تركيا أن تتراجع عن هذه السياسات وأن تتخلي عنها بشكل نهائي، لأنه من مصلحة الشعبين السوري والتركي أن تكون هناك علاقات طبيعية بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة والتي يجب أن تتوحد الجهود لمواجهتها”.
وأشار المقداد، إلى إمكانية أن يكون لمصر دور إيجابي في مسار التقارب السوري- التركي، إذ قال: “نحن نثق تماماً بأن مصر ستفعل كل ما هو في مصلحة سوريا، فنحن بيننا تطابق بنسبة 90% من كل القضايا تقريباً”.
وطُرح في الحوار المفتوح، ملف اللاجئين السوريين، إذ بيّن المقداد، أن سوريا ترحب بعودة اللاجئين، ودعا الغرب إلى دعم هذه العودة، بدلاً من عرقلتها عبر الحصار والعقوبات المفروضة على سوريا.
وتناول الحوار أيضاً تطور علاقات سوريا مع الدول العربية، وبشكل خاص العلاقة مع مصر، وذلك في ضوء عودة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة العربية، وقدم المقداد توضيحات وإجابات عن الأسئلة والمداخلات التي غطت عدداً من المسائل ومن بينها ما يخص تسهيل عودة اللاجئين والنازحين السوريين، وتحسين الوضع الإنساني والمعيشي للسوريين، ودعوة سوريا بشكل دائم لجميع أبنائها للعودة إلى وطنهم، وما تبذله من جهود في هذا الإطار بالتعاون مع الأمم المتحدة.
وأكد المقداد أن الحكومة السورية ترحب بعودة اللاجئين السوريين، ولم تعتقل أي سوري لاجئ عاد إلى البلاد، وتابع “أسقطنا جميع الأحكام السياسية والأمنية ضد السوريين إلا قضايا الحقوق الشخصية”.
وكان المقداد، قد شارك يوم الثلاثاء 10 أيلول الجاري باجتماع وزراء الخارجية العرب في دورته العادية 162، وانسحب من قاعة الاجتماع فور بدء وزير الخارجية التركي حقان فيدان، كلمته وعاد بعد انتهاء فيدان، إذ أشار وزير الخارجية التركي السابق علي باباجان، الذي يتولى حالياً رئاسة حزب “الديمقراطية والتقدم” المُعارض، إلى أن مغادرة وزير الخارجية فيصل المقداد، كان تعبيراً عن رفض دمشق مشاركة أنقرة في الاجتماع.