انتهت أمس السبت، قمة العشرين في اليابان بمشاركة روسيا وأمريكا وتركيا لذلك كان من الطبيعي أن يكون للملف السوري وجوداً في المحادثات التي جرت على هامش هذه القمة، خصوصاً بعد فشل المؤتمر الثلاثي الذي جرى في القدس المحتلة، حيث أكدت مصادر إعلامية أن الجانبين الروسي والأمريكي سيستكملان محادثاتهما حول سورية على هامش قمة العشرين، لكن نتيجة هذه المحادثات لم تختلف عن نتائج الاجتماع الثلاثي.
ونشرت صحيفة “الوطن” السورية:
“انتهت قمة العشرين كما كل القمم الموازية بين مجاملاتٍ وتصريحاتٍ دبلوماسية لا تُسمن ولا تغني من جوع، حتى اللقاء المنتظر بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب مرّ مرور الكرام، بعكسِ ما كانت عليه باقي الاجتماعات التي كانت تُعقد على هامشِ القمم الكبرى بين الرئيسين والتي كانت تحظى بضجةٍ كبيرة.
إن الاجتماع لم يأتِ بالجديد، وما تلاهُ من كلامٍ لكلا الرئيسين كان في العموميات إن كان لجهة استمرار التواصل لحل الأزمة السورية أو ما حُكي عن طلب ترامب من بوتين تخفيف الحملة على إدلب بدوا وكأنهما انعكاس لفشل الاجتماع الأمني في القدس، تحديداً أن هناك من أفرطَ بالتفاؤل وتجاهل تفصيلة مهمة جداً تتعلق بوضعية الرئيس الأميركي”.
وفي ظل غياب أي تفصيل عن نتيجة المحادثات حول سورية، اكتفت صحيفة “القدس العربي” بطرح بعض الاستفسارات:
“تساؤل لا يمكن فصله عما يجري من لقاءات ومشاورات حول الوضع السوري تحديداً، والانعاكاسات التي تؤثر على الاصطفافات الإقليمية والأوضاع الداخلية في دول المنطقة، خاصة في كل من لبنان والعراق وسورية.. الجانب الأمريكي يريد التفاهم مع الروس أولاً، لفرض تفاهمات”.
وركزت صحيفة “الشرق الأوسط” في حديثها على السياسة الروسية في مثل هذه المحادثات، حيث قالت:
“بدا لافتاً حديث الرئيس فلاديمير بوتين، قبل قمة أوساكا، وخلالها، حول المهام والأولويات التي يتعين على بلاده وعلى المجتمع الدولي معها أن ينجزها في سورية إذ حدد الرئيس العناصر الأساسية للتحرك المطلوب في استكمال القضاء على ما تبقى من بؤر توتر في سورية وتسهيل عودة اللاجئين عبر دعم الحكومة السورية، وتسهيل وصول المساعدات الدولية لها، ثم إطلاق مشروعات إعادة الإعمار.. يقوم الموقف الروسي الحالي على ضرورة حصر الأولويات للتحرك المقبل في ملفات عملية ميدانية، وفقاً لتعليق مصدر روسي، قال إن التطورات تجاوزت جنيف، والفهم الأكثر واقعية للتسوية السياسية المطلوبة”.
شهد الأسبوع الأخير لقاءات مكثفة بين الأطراف الدولية حول سورية، أولها الاجتماع الثلاثي في القدس وبعده مؤتمر البحرين الذي جرى مناقشة الملف السوري على هامشه وتليه قمة العشرين في اليابان، وذلك بالتزامن مع توجه الدولة السورية بشكل واضح إلى خيار الحسم العسكري بعد انتظار دام طويلاً، فمعركة إدلب لا تزال مستمرة بالتزامن استمرار الطلبات التركية والأمريكية بوقفها، ولم يتوقف كل من الجانب الأمريكي والتركي عن الحديث حول ضرورة خروج إيران من سورية الأمر الذي يرفضه كل من الجانب السوري والجانب الإيراني مشددين على أن هذا الوجود شرعي وبالتنسيق مع الحكومة السورية، وبهذا تكون نتائج المؤتمرات التي تناقش هذه الملفات السورية واحدة، وهي أن الدولة السورية ماضية بقراراتها التي اتخذتها بعيداً عن جميع هذه المحادثات.